الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
1684 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15698حجاج بن منهال ، حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة عن nindex.php?page=showalam&ids=11813أبي إسحاق ، سمعت nindex.php?page=showalam&ids=16723عمرو بن ميمون يقول: شهدت nindex.php?page=showalam&ids=2عمر - رضي الله عنه - nindex.php?page=hadith&LINKID=651572صلى بجمع الصبح، ثم وقف فقال: nindex.php?page=treesubj&link=30561_33032_3630_3634إن المشركين كانوا لا يفيضون حتى تطلع الشمس، ويقولون: أشرق ثبير. وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - خالفهم، ثم أفاض قبل أن تطلع الشمس. [3838 - فتح: 3 \ 531]
ذكر فيه حديث nindex.php?page=showalam&ids=16723عمرو بن ميمون : nindex.php?page=hadith&LINKID=669258شهدت nindex.php?page=showalam&ids=2عمر صلى بجمع الصبح، ثم وقف فقال: إن المشركين كانوا لا يفيضون حتى تطلع الشمس، ويقولون: أشرق ثبير. وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - خالفهم، ثم أفاض قبل أن تطلع الشمس.
هذا الحديث من أفراده، وفي رواية له: لا يفيضون من جمع حتى تشرق الشمس، nindex.php?page=showalam&ids=13478ولابن ماجه: أشرق ثبير كيما نغير، nindex.php?page=showalam&ids=13948وللترمذي مصححا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=hadith&LINKID=682792nindex.php?page=treesubj&link=3634أنه - صلى الله عليه وسلم - أفاض قبل طلوع الشمس.
nindex.php?page=showalam&ids=17080ولمسلم عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر: فلم يزل صلى الله عليه وسلم واقفا حتى أسفر جدا، فدفع قبل أن تطلع الشمس.
وفي nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي من حديث محمد بن قيس بن مخرمة، عن nindex.php?page=showalam&ids=83المسور بن مخرمة قال: nindex.php?page=hadith&LINKID=65654خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعرفة، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "أما بعد، فإن أهل الشرك والأوثان كانوا يدفعون من ها هنا عند غروب [ ص: 12 ] الشمس حتى تكون الشمس على رءوس الجبال مثل عمائم الرجال على رؤوسها، هدينا مخالف لهديهم، وكانوا يدفعون من المشعر الحرام عند طلوع الشمس على رءوس الجبال مثل عمائم الرجال على (رؤوسها) هدينا مخالف لهديهم" قال nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي: رواه nindex.php?page=showalam&ids=16410عبد الله بن إدريس، عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، عن محمد بن قيس بن مخرمة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطب يوم عرفة، فذكره مرسلا. nindex.php?page=showalam&ids=13933وللبيهقي من حديث جبير بن الحويرث قال: رأيت أبا بكر واقفا على قزح، وهو يقول: أيها الناس أصبحوا، أيها الناس أصبحوا، ثم دفع، فكأني أنظر إلى فخذه قد انكشف مما يخرش بعيره بمحجنه، وقد سلف. وقال nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر: ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أفاض من جمع حين أسفر جدا، وأخذ به nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر ، وقال بذلك عامة العلماء أصحاب الرأي nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي، غير nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك، فإنه كان يرى أن يدفع قبل الطلوع وقبل الإسفار.
وفيه من الفقه -كما قال nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري- بيان وقت الوقوف الذي أوجبه الله على عباده حجاج بيته بالمشعر الحرام إلا به، كذا أوجبه، وقد سلف ما فيه. قال: فمن وقف بالمشعر الحرام ذاكرا في الوقت الذي وقف به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو في بعضه فقد أدركه وأدى ما ألزمه الله تعالى من ذكره به، وذلك حين صلاة الفجر بعد طلوع الفجر الثاني إلى أن يدفع [ ص: 13 ] الإمام منه قبل طلوع الشمس من يوم النحر، ومن لم يدرك ذلك حتى تطلع فقد فاته الوقوف به بإجماع، وإنما عجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصلاة وزاحم بها أول وقتها; ليدفع قبل أن تشرق الشمس على جبل ثبير; ليخالف أمر المشركين، فكلما بعد دفعه من طلوع الشمس كان أفضل، فلهذا اختار هذا nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك.
وقوله: (لا يفيضون) يعني: لا يرجعون من المشعر الحرام إلى حيث بدأوا، والمصير إليه من منى حتى تطلع؛ ولذلك تقول العرب لكل راجع من موضع كان صار إليه من موضع آخر إلى الموضع الذي بدأ منه: أفاض فلان من موضع كذا. وكان nindex.php?page=showalam&ids=13721الأصمعي يقول: الإفاضة: الدفعة، كل دفعة إفاضة. ومنه قيل: أفاض القوم في الحديث إذا (دفعوا) فيه. وأفاض دمعه يفيضه، فأما إذا سالت دموع العين فإنما يقال: فاضت عينه بالدموع.
وقوله: (أشرق ثبير) قال الهروي: يريد: ادخل أيها الجبل في الشروق، كما تقول: أجنب إذا دخل في الجنوب، وأشمل إذا دخل في الشمال، وشروقها: طلوعها، وقال nindex.php?page=showalam&ids=14961عياض: (أشرق ثبير): ادخل يا جبل، من شرق أي: أضاء.
وقال ابن التين: ضبطه أكثرهم بالفتح، وبعضهم بكسر الهمزة، كأنه ثلاثي من شرق، وفسره بعضهم: أي: أطلع الشمس يا جبل، وليس يبين; لأن شرق مستقبله يشرق بالضم، والأمر منه بالضم لا بالكسر، والذي عليه الجماعة بالفتح أي: لتطلع عليك الشمس.
[ ص: 14 ] (وثبير) -بالمثلثة المفتوحة، ثم باء موحدة مكسورة، ثم ياء مثناة تحت، ثم راء-: جبل المزدلفة، على يسار الذاهب إلى منى، وقيل: هو أعظم جبال مكة، عرف برجل من هذيل، اسمه ثبير، دفن به، وقد تقدم ذكر ثبير في باب طواف النساء مع الرجال، وأنها سبعة أجبل.
وقال ابن التين: ثبير جبل عند مكة، ولم يذكر غير ذلك.
وقوله: (كيما نغير) أي: ندفع ونفيض للنحر وغيره، وذلك من قولهم: أغار الفرس إغارة الثعلب، وذلك إذا دفع وأسرع في دفعه.
قال ابن التين: وضبطه بعض أهل اللغة بسكون الراء في الموضعين.