الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
22003 [ ص: 236 ] رجل غير معلوم

9603 - (22509) - (5 \ 293 - 294) عن عاصم بن كليب، عن أبيه، أن رجلا من الأنصار أخبره قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة، فلما رجعنا لقينا داعي امرأة من قريش فقال: يا رسول الله، إن فلانة تدعوك ومن معك إلى طعام، فانصرف فانصرفنا معه، فجلسنا مجالس الغلمان من آبائهم بين أيديهم، ثم جيء بالطعام فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، ووضع القوم أيديهم ففطن له القوم، وهو يلوك لقمته لا يجيزها، فرفعوا أيديهم وغفلوا عنا، ثم ذكروا فأخذوا بأيدينا فجعل الرجل يضرب اللقمة بيده حتى تسقط، ثم أمسكوا بأيدينا ينظرون ما يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلفظها فألقاها فقال: "أجد لحم شاة أخذت بغير إذن أهلها". فقامت المرأة فقالت: يا رسول الله، إنه كان في نفسي أن أجمعك ومن معك على طعام، فأرسلت إلى البقيع فلم أجد شاة تباع، وكان عامر بن أبي وقاص ابتاع شاة أمس من البقيع، فأرسلت إليه أن ابتغي لي شاة في البقيع، فلم توجد فذكر لي أنك اشتريت شاة، فأرسل بها إلي، فلم يجده الرسول ووجد أهله فدفعوها إلى رسولي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أطعموها الأسارى".

التالي السابق


* قوله: "فجلسنا مجلس الغلمان": يدل على أنه كان صغيرا حضر مع آبائه.

* "يلوك": يمضغها.

* "وغفلوا عنا": أي: عن الصغار. [ ص: 237 ]

* "فذكر لي أنك": أي: فذكر لي أن أرسلي إليه بأنك اشتريت. . . إلخ.

* "فدفعوها": أي: اعتمادا على رضا صاحبها بذلك دلالة، والحديث يدل على أنه لا ينبغي الاعتماد على الرضا دلالة في غير المحقرات من الأمور، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية