الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
22306 9719 - (22813) - (5 \ 332) عن سهل بن سعد قال: كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل في بعض مغازيه، فأبلى بلاء حسنا فعجب المسلمون من بلائه، فقال [ ص: 310 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما إنه من أهل النار". قلنا: في سبيل الله مع رسول الله الله ورسوله أعلم. قال: فجرح الرجل، فلما اشتدت به الجراح وضع ذباب سيفه بين ثدييه، ثم اتكأ عليه، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له: الرجل الذي قلت له ما قلت، قد رأيته يتضرب والسيف بين أضعافه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وإنه لمن أهل النار، وإنه ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وإنه لمن أهل الجنة".

التالي السابق


* قوله: "فأبلي": - على بناء المفعول - أي: اختبر اختبارا ظهر منه اجتهاده وقوته على أحسن وجه وأجمله، والحاصل: أنه سعى سعيا جميلا.

* "في سبيل الله. . . إلخ": أي: قلنا: إنه في سبيل الله يجتهد هذا الاجتهاد وهو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف يكون هذا حاله؛ يريد: أنا استبعدنا ذلك من حيث الظاهر، ومع ذلك فوضنا علم الباطن إلى عالمه.

* "ذباب سيفه": - بضم ذال معجمة وخفة موحدة مكررة -: طرفه الذي يضرب به.

* فأتي: - على بناء المفعول -.

* "قلت له": أي: في شأنه.

* "يتضرب": أي: يضطرب.

* "والسيف": أي: سيفه، ولا بد من هذا التأويل حتى يفيد الكلام أنه هو الذي قتل نفسه.

* * *




الخدمات العلمية