الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        3928 - وقد روى القاسم بن محمد ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها في ذلك ، ما حدثنا فهد ، قال : ثنا أبو نعيم ، قال : ثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا نذكر إلا الحج ، فلما جئنا سرف طمثت ، فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي .

                                                        فقال : ما يبكيك ؟ فقلت : لوددت أني لم أحج العام - أو : لم أخرج العام - قال : لعلك نفست ؟

                                                        قلت : نعم . قال : فإن هذا أمر كتبه الله تعالى على بنات آدم ، فافعلي ما يفعل الحجاج ، غير أن لا تطوفي بالبيت .

                                                        قالت : فلما جئنا مكة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : اجعلوها عمرة ، فحل الناس إلا من كان معه هدي ، فكان الهدي معه ، ومع أبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، وذي اليسارة ، ثم أهلوا بالحج .

                                                        فلما كان يوم النحر طهرت ، فأرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأفضت ، فأتي بلحم بقر ، فقلت : ما هذا ؟ فقالوا : أهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نسائه البقر ، حتى إذا كانت ليلة الحصبة قلت : يا رسول الله ، يرجع الناس بحجة وعمرة وأرجع بحجة ، فأمر عبد الرحمن بن أبي بكر فأردفني خلفه ، فإني أذكر أني كنت أنعس ، فيضرب وجهي مؤخرة الرحل ، حتى جئنا التنعيم فأهللت بعمرة ، جزاء عمرة الناس التي اعتمروا بها
                                                        .

                                                        فهذا مثل الحديث الذي قبله ، وقد رواه عروة ، عن عائشة رضي الله عنها أبين من ذلك .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية