الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        786 - وكان لهم من الحجة في ذلك أن فهدا حدثنا قال : أخبرني سحيم الحراني ، قال : ثنا عيسى بن يونس ، قال : ثنا يونس بن يزيد الأيلي ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يأكل وهو جنب غسل كفيه .

                                                        فقد روي عن عائشة ما ذكرنا ، وروي عنها خلاف ذلك أيضا مما روينا عنها أنه كان يتوضأ وضوءه للصلاة ، فلما تضاد ذلك احتمل عندنا - والله أعلم - أن يكون وضوؤه حين كان يتوضأ في الوقت الذي قد ذكرناه في غير هذا الباب أنه كان إذا أهراق الماء لم يتكلم ، فكان يتوضأ ليتكلم فيسمي ويأكل ثم نسخ ذلك ، فغسل كفيه للتنظيف ، وترك الوضوء .

                                                        كذلك وضوؤه صلى الله عليه وسلم عند النوم ، يحتمل أنه كان يفعله أيضا لينام على ذكر ، ثم نسخ ذلك ، فأبيح للجنب ذكر الله ، فارتفع المعنى الذي له توضأ .

                                                        وقد روينا في غير موضع عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من الخلاء فقيل له : ألا تتوضأ ؟ فقال : أريد الصلاة فأتوضأ ، فأخبر أنه لا يتوضأ إلا للصلاة .

                                                        ففي ذلك أيضا نفي الوضوء عن الجنب إذا أراد النوم أو الأكل أو الشرب .

                                                        ومما يدل على نسخ ذلك أيضا أن ابن عمر رضي الله عنه قد روى ما ذكرنا عن النبي صلى الله عليه وسلم في جوابه لعمر .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية