الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          ذكر خبر يوهم بعض المستمعين ممن لم يطلب العلم من مظانه أن بيع المسلم السلاح من الحربي جائز

                                                                                                                          5010 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال : حدثنا محمد بن كثير العبدي قال : أخبرنا سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق [ ص: 383 ] عن خباب ، قال : كنت قينا بمكة ، فعملت للعاص بن وائل سيفا ، فجئت أتقاضاه ، فقال : لا أعطيك حتى تكفر بمحمد ، فقلت : لا أكفر بمحمد حتى يميتك الله ثم يحييك ، قال : إذا أماتني الله ثم يبعثني ولي مال وولد أعطيتك ، فقلت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله : أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا ، الآية .

                                                                                                                          [ ص: 384 ] قال أبو حاتم رضي الله عنه : إن سبق إلى قلب المستمعين بهذه اللفظة : فعملت للعاص بن وائل سيفا فجئت أتقاضاه إباحة التجارة إلى دور الحرب وبيع المسلم الحربي ما يتقوى به على المسلمين ، فليعلم أن هذا استنباط ضعيف واستدلال تالف ، وذلك أن الوقت الذي عمل خباب للعاص بن وائل السيف فيه ، لم ينزل الله فيه آية القتال ، ولا فرض الجهاد ؛ لأن فرض الجهاد والأمر بقتال المشركين كان بعد إخراج أهل مكة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، على حسب ما تقدم ذكرنا له ، وهذه القصة كانت بمكة قبل فرض الله الجهاد على الناس .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية