الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          7162 - أخبرنا أبو يعلى قال : حدثنا أبو نشيط محمد بن هارون النخعي قال : حدثنا أبو المغيرة قال : حدثنا صفوان بن عمرو قال : حدثني [ ص: 119 ] عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك الأشجعي قال : انطلق النبي صلى الله عليه وسلم وأنا معه حتى دخلنا كنيسة اليهود بالمدينة يوم عيدهم ، وكرهوا دخولنا عليهم ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا معشر اليهود ، أروني اثني عشر رجلا يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله يحبط الله عن كل يهودي تحت أديم السماء الغضب الذي غضب عليه ، قال : فأمسكوا وما أجابه منهم أحد ، ثم رد عليهم ، فلم يجبه أحد ، ثم ثلث فلم يجبه أحد ، فقال : أبيتم ، فوالله إني لأنا الحاشر ، وأنا العاقب ، وأنا المقفي آمنتم أو كذبتم ، ثم انصرف وأنا معه حتى دنا أن يخرج ، فإذا رجل من خلفنا يقول : كما أنت يا محمد ، قال : فقال ذلك الرجل : أي رجل تعلموني فيكم يا معشر اليهود ؟ قالوا : ما نعلم أنه كان فينا رجل أعلم بكتاب الله ، ولا أفقه منك ، ولا من أبيك من قبلك ، ولا من جدك قبل أبيك ، قال : فإني أشهد له بالله أنه نبي الله الذي تجدونه في التوراة ، قالوا : كذبت ، ثم ردوا عليه ، وقالوا له شرا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كذبتم ، لن يقبل قولكم ، أما آنفا ، فتثنون عليه من الخير ما أثنيتم ، وأما إذا آمن كذبتموه ، وقلتم [ ص: 120 ] ما قلتم ، فلن يقبل قولكم ، قال : فخرجنا ونحن ثلاثة : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنا ، وعبد الله بن سلام ، فأنزل الله فيه : قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به ، الآية .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية