الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
350 - أخبرنا المؤيد بن الإخوة - بأصبهان - أن الحسين بن عبد الملك أخبرهم - قراءة عليه - أنا إبراهيم سبط بحرويه ، أنا محمد بن [ ص: 476 ] المقرئ ، أنا أبو يعلى الموصلي ، أنا أبو خيثمة ، قثنا جرير ، عن حصين بن عبد الرحمن ، عن عمر بن جاوان ، عن الأحنف بن قيس قال : سمعته يقول : قدمنا المدينة نريد الحج فبينا نحن في منزلنا نضع رحالنا ، إذ قيل : قد فزع الناس إلى المسجد ، واجتمعوا فيه فذهبنا ، فإذا هو غاص بأهله لو ألقيت حصاة لوقعت على إنسان ، فلما دنوت ، إذ علي وطلحة ، والزبير وسعد بن أبي وقاص ، فلم يكن بأسرع من ( أن ) جاء عثمان مقنعا بملحفة صفراء ، فقال بعضهم : هذا ابن عفان فجاء حتى إذا دنا منهم ، قال أهاهنا علي ؟ قالوا : نعم ، ثم قال : ثم فلان ، ثم فلان ؟ قالوا : نعم . قال : أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو : أتعلمون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : من يبتاع مربد بني فلان غفر الله له فابتعته فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت : قد ابتعت مربد بني فلان قال : فاجعله في المسجد وأجره لك ؟ قالوا : نعم . قال : اللهم اشهد ، ثم قال : أنشدكم بالله هل تعلمون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : من يبتع رومة غفر الله له ، فابتعتها ، ثم أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت : قد ابتعتها . قال : اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك ؟ قالوا : نعم . قال : أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو هل تعلمون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نظر في وجوه القوم يوم جيش العسرة ، فقال : من جهز هؤلاء غفر الله له فجهزتهم حتى ما يفقدون عقالا ولا خطاما فجهزتهم ؟ قالوا : بلى . قال : اللهم اشهد .

رواه أبو داود الطيالسي في " مسنده " عن أبي عوانة بنحوه .

[ ص: 477 ] ورواه الإمام أحمد في " مسنده " عن بهز ، عن أبي عوانة .

ورواه النسائي ، عن إسحاق بن إبراهيم ، عن ابن إدريس ، عن حصين ، عن عمر بن جاوان .

وعن إسحاق ، عن المعتمر بن سليمان عن أبيه عن حصين ، عن عمرو بن جاوان نحوه ، ولم يذكر فيه الزبير .

وقيل عمر بن جاوان هو الصواب .

ورواه أبو حاتم بن حبان ، عن الحسن بن سفيان ، عن أبي بكر بن أبي شيبة .

روى البخاري وقال عبدان : ثنا أبي ، عن شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبد الرحمن السلمي أن عثمان أشرف عليهم ، فقال : أنشدكم بالله ولا أنشد إلا أصحاب محمد النبي - صلى الله عليه وسلم - ألستم تعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : من جهز جيش العسرة فله الجنة فجهزتهم ؟ ألستم تعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : من حفر بئر رومة فله الجنة ؟ فحفرتها ، قال ... قال : فصدقوه بما قال .

التالي السابق


الخدمات العلمية