الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4912 [ 2661 ] وعن أبي الدرداء ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك : ولك بمثل .

                                                                                              رواه مسلم (2732) (86) .

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و (قوله : " ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك : ولك بمثل ") المسلم هنا : هو الذي سلم المسلمون من لسانه ويده ، الذي يحب للناس ما يحب لنفسه ; لأن هذا هو الذي يحمله حاله وشفقته على أخيه المسلم أن يدعو له بظهر الغيب ، أي : في حال غيبته عنه ، وإنما خص حالة الغيبة بالذكر لبعدها عن الرياء ، والأغراض المفسدة أو المنقصة ; فإنه في حال الغيبة يتمحض الإخلاص ، ويصح قصد وجه الله تعالى بذلك ، فيوافقه الملك في الدعاء ، ويبشره على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - بأن له مثل ما دعا به لأخيه . والأخوة هنا : هي الأخوة الدينية ، وقد [ ص: 62 ] تكون معها صداقة ومعرفة ، وقد لا يكون ، وقد يتعين ، وقد لا يتعين ، فإن الإنسان إذا دعا لإخوانه المسلمين حيث كانوا ، وصدق الله في دعائه ، وأخلص فيه في حال الغيبة عنهم ، أو عن بعضهم ، قال الملك له ذلك القول ، بل قد يكون ثوابه أعظم ; لأنه دعا بالخير ، وقصده للإسلام ، ولكل المسلمين ، والله تعالى أعلم .




                                                                                              الخدمات العلمية