الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      [ من أسلم في حياته ولم يره إلا بعد موته ] الخامسة : من كان مسلما في حياته ، ولم يره قبل موته ، لكن رآه بعد موته ، وقبل الدفن ، هل يكون صحابيا ؟ ظاهر كلام ابن عبد البر نعم ، [ ص: 197 ] لأنه أثبت الصحبة لمن أسلم في حياته ، وإن لم يره . والظاهر أنه غير صحابي ; لعدم وجدان أحد الأمرين أو المجالسة ، وهذا كأبي ذؤيب خويلد بن خالد الهذلي الشاعر ، وقصته مشهورة ، فإنه أخبر بمرض النبي صلى الله عليه وسلم ، فسافر نحوه ، فقبض النبي صلى الله عليه وسلم قبل وصوله بيسير ، وحضر الصلاة عليه ، ورآه مسجى وشهد دفنه . السادسة : اسم الصحابي شامل للذكور والإناث ; لأن المراد به الجنس .

                                                      [ أكثر صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا فقهاء ] السابعة : أكثر الصحابة الذين لازموا النبي صلى الله عليه وسلم كانوا فقهاء . قال الشيخ أبو إسحاق في طبقاته " : وذلك ; لأن طرق الفقه في حق الصحابة خطاب الله ، وخطاب رسوله وأفعاله ، فخطاب الله هو القرآن ، وقد نزل بلغتهم ، وعلى أسباب عرفوها فعرفوا منطوقه ، ومفهومه ومنصوصه ومعقوله . ولهذا قال أبو عبيد في " كتاب المجاز " : لم ينقل أن أحدا من الصحابة رجع في معرفة شيء من القرآن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية