الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              الآية السابعة والعشرون :

                                                                                                                                                                                                              قوله تعالى : { إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه وله يسجدون } .

                                                                                                                                                                                                              فيها أربع عشرة مسألة :

                                                                                                                                                                                                              المسألة الأولى : هذه الآية مرتبطة بما قبلها ومنتظمة مع ما سبقها ; وهي إخبار من الله تعالى عن الملائكة بأنهم في عبادتهم التي أمروا بها دائمون ، وعليها قائمون ، وبها عاملون ; فلا تكن من الغافلين فيما أمرت به وكلفته .

                                                                                                                                                                                                              وهذا خطابه ، والمراد بذلك جميع الأمة .

                                                                                                                                                                                                              المسألة الثانية : هذه أول سجود القرآن ، وفيه خمس عشرة سجدة :

                                                                                                                                                                                                              الأولى : هذه ، خاتمة الأعراف .

                                                                                                                                                                                                              الثانية : في الرعد : { وظلالهم بالغدو والآصال } .

                                                                                                                                                                                                              الثالثة : في النحل : { ويفعلون ما يؤمرون } .

                                                                                                                                                                                                              الرابعة : في بني إسرائيل : { ويزيدهم خشوعا } .

                                                                                                                                                                                                              الخامسة : في مريم : { خروا سجدا وبكيا } .

                                                                                                                                                                                                              السادسة : في أول الحج : { يفعل ما يشاء } .

                                                                                                                                                                                                              السابعة : في آخر الحج : { تفلحون } . [ ص: 369 ]

                                                                                                                                                                                                              الثامنة : في الفرقان : { نفورا } .

                                                                                                                                                                                                              التاسعة : في النمل : { رب العرش العظيم } .

                                                                                                                                                                                                              العاشرة : في تنزيل : { وهم لا يستكبرون } .

                                                                                                                                                                                                              الحادية عشرة : في ص : { وخر راكعا وأناب } .

                                                                                                                                                                                                              الثانية عشرة : في حم : { إن كنتم إياه تعبدون } .

                                                                                                                                                                                                              الثالثة عشرة : آخر النجم : { واعبدوا } .

                                                                                                                                                                                                              الرابعة عشرة : في الانشقاق قوله : { لا يسجدون } .

                                                                                                                                                                                                              الخامسة عشرة : خاتمة القلم .

                                                                                                                                                                                                              المسألة الثالثة : روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إذا قرأ ابن آدم السجدة وسجد اعتزل الشيطان يبكي ، فيقول : يا ويله أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة ، وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار } .

                                                                                                                                                                                                              وروى البخاري ومسلم عن ابن عمر { أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ القرآن فيقرأ سورة فيها سجدة ، فيسجد . ونسجد معه ، حتى ما يجد أحدنا مكانا لجبهته ليسجد فيه } .

                                                                                                                                                                                                              وروى أبو داود عن ابن عمر أن { رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ عام الحج سجدة ، فسجد [ ص: 370 ] الناس كلهم ، منهم الراكب والساجد في الأرض ، حتى إن الراكب يسجد على ثوبه } .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية