الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة التاسعة : سجدة " ص " : عند الشافعي سجدة شكر ، وليست بعزيمة . وقد روى أبو داود والترمذي [ ص: 372 ] وخرجه البخاري عن { ابن عباس قال : سجدة ص ليست من عزائم السجود ، وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم سجدها . }

                                                                                                                                                                                                              وقال مالك : هذا قول ابن عباس ، وهي عزيمة ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال الله له : { أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده } ، وقد روى أبو داود عن أبي سعيد الخدري { أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ وهو على المنبر : ص ، فلما بلغ السجدة نزل فسجد وسجد الناس معه ، فلما كان يوم آخر قرأها ، فلما بلغ السجدة تشزن الناس للسجود ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما هي توبة نبي ولكني رأيتكم تشزنتم للسجود ونزل فسجد وسجدوا }

                                                                                                                                                                                                              المسألة العاشرة : السجود فيها عند تمام قوله : { وخر راكعا وأناب } لأنه تمام الكلام ، وموضع الخضوع والإنابة .

                                                                                                                                                                                                              وقال الشافعي عند قوله : { وحسن مآب } لأنه خبر عن التوبة وحسن المآبة . والأول أصوب ; رجاء الاهتداء في الاقتداء والمغفرة عند الامتثال ، كما غفر لمن سبق من الأنبياء .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية