الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الرابعة كيفية التفسح في المجالس مشكلة ، وتفاصيلها كثيرة : الأول مجلس النبي صلى الله عليه وسلم يفسح فيه بالهجرة والعلم والسن .

                                                                                                                                                                                                              الثاني مجلس الجمعات يتقدم فيه بالبكور إلا ما يلي الإمام ، فإنه لذوي الأحلام والنهى .

                                                                                                                                                                                                              الثالث : مجلس الذكر يجلس فيه كل أحد حيث انتهى به المجلس .

                                                                                                                                                                                                              الرابع مجلس الحرب يتقدم فيه ذوو النجدة والمراس من الناس .

                                                                                                                                                                                                              الخامس مجلس الرأي والمشاورة يتقدم فيه من له بصر بالشورى ، وهو داخل في مجلس الذكر ، وذلك كله يتضمنه قوله : { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات } فيرتفع المرء بإيمانه أولا ، ثم بعلمه ثانيا .

                                                                                                                                                                                                              وفي الصحيح أن عمر بن الخطاب كان يقدم عبد الله بن عباس على الصحابة ، فكلموه [ ص: 169 ] في ذلك ، فدعاهم ودعاه ، وسألهم عن تفسير { إذا جاء نصر الله والفتح } فسكتوا ، فقال ابن عباس : هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه الله إياه . فقال عمر : ما أعلم منها إلا ما تعلم .

                                                                                                                                                                                                              وقد قال مالك : إن الآية في مجلس النبي صلى الله عليه وسلم ومجالسنا هذه ، وإن الآية عامة في كل مجلس ، رواه عنه ابن القاسم .

                                                                                                                                                                                                              وقال يحيى بن يحيى عنه : إن قوله : { يرفع الله الذين آمنوا } الصحابة { والذين أوتوا العلم درجات } يرفع الله بها العالم والطالب للحق .

                                                                                                                                                                                                              والعموم أوقع في المسألة ، وأولى بمعنى الآية ، والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية