الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الثالثة قوله : { علم أن لن تحصوه } يعني تطيقوه .

                                                                                                                                                                                                              اعلموا وفقكم الله أن البارئ تعالى وإن كان له أن يحكم في عباده بما شاء ، ويكلفهم فوق الطوق ، فقد تفضل بأن أخبر أنه لا يفعل . وما لا يطاق ينقسم قسمين : أحدهما ألا يطاق جنسه أي لا تتعلق به قدرة .

                                                                                                                                                                                                              والثاني : أن القدرة لم تخلق له ، وإن كان جنسه مقدورا ; كتكليف القائم القعود أو القاعد القيام ; وهذا الضرب قد يغلب إذا تكرر بقيام الليل منه ، فإنه ، وإن كان مما تتعلق به القدرة ، فإنه يغلب بالتكرار والمشقة ، كغلبة خمسين صلاة لو كانت مفروضة ، كما أن الاثنين والعشرين ركعة الموظفة كل يوم من الفرض والسنة تغلب الخلق ، فلا يفعلونها ، وإنما يقوم بها الفحول في الشريعة .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية