الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 238 ] القول في تأويل قوله ( وهدى ورحمة لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون ( 154 ) )

قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : آتينا موسى الكتاب تماما وتفصيلا لكل شيء ( وهدى ) ، يعني بقوله " وهدى " ، تقويما لهم على الطريق المستقيم ، وبيانا لهم سبل الرشاد لئلا يضلوا ( ورحمة ) ، يقول : ورحمة منا بهم ورأفة ، لننجيهم من الضلالة وعمى الحيرة .

وأما قوله : ( لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون ) ، فإنه يعني : إيتائي موسى الكتاب تماما لكرامة الله موسى ، على إحسان موسى ، وتفصيلا لشرائع دينه ، وهدى لمن اتبعه ، ورحمة لمن كان منهم ضالا لينجيه الله به من الضلالة ، وليؤمن بلقاء ربه إذا سمع مواعظ الله التي وعظ بها خلقه فيه ، فيرتدع عما هو عليه مقيم من الكفر به ، وبلقائه بعد مماته ، فيطيع ربه ، ويصدق بما جاءه به نبيه موسى صلى الله عليه وسلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية