القول في
nindex.php?page=treesubj&link=28979_29677_30772_28785_29485تأويل قوله ( nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا إن الله سميع عليم ( 17 ) )
قال
أبو جعفر : يقول تعالى ذكره للمؤمنين به وبرسوله ، ممن شهد
بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقاتل أعداء دينه معه من كفار
قريش : فلم تقتلوا المشركين ، أيها المؤمنون ، أنتم ، ولكن الله قتلهم .
وأضاف جل ثناؤه قتلهم إلى نفسه ، ونفاه عن المؤمنين به الذين قاتلوا المشركين ، إذ كان جل ثناؤه هو مسبب قتلهم ، وعن أمره كان قتال المؤمنين إياهم . ففي ذلك أدل الدليل على فساد قول المنكرين أن يكون لله في أفعال خلقه صنع به وصلوا إليها .
[ ص: 442 ]
وكذلك قوله لنبيه عليه السلام : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) ، فأضاف الرمي إلى نبي الله ، ثم نفاه عنه ، وأخبر عن نفسه أنه هو الرامي ، إذ كان جل ثناؤه هو الموصل المرمي به إلى الذين رموا به من المشركين ، والمسبب الرمية لرسوله .
فيقال للمنكرين ما ذكرنا قد علمتم إضافة الله رمي نبيه صلى الله عليه وسلم المشركين إلى نفسه ، بعد وصفه نبيه به ، وإضافته إليه ، وذلك فعل واحد ، كان من الله تسبيبه وتسديده ، ومن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحذف والإرسال ، فما تنكرون أن يكون كذلك سائر أفعال الخلق المكتسبة : من الله الإنشاء والإنجاز بالتسبيب ، ومن الخلق الاكتساب بالقوى ؟ فلن يقولوا في أحدهما قولا إلا ألزموا في الآخر مثله .
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
15817 - حدثنا
محمد بن عمرو قال ، حدثنا
أبو عاصم قال ، حدثنا
عيسى ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد في قول الله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17فلم تقتلوهم ) ، لأصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم حين قال هذا : " قتلت " ، وهذا : " قتلت " (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وما رميت إذ رميت ) ، قال
لمحمد حين حصب الكفار .
15818 - حدثني
المثنى قال ، حدثنا
أبو حذيفة قال ، حدثنا
شبل ، عن
ابن أبي نجيح ، عن
مجاهد ، بنحوه .
15819 - حدثنا
محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا
محمد بن ثور ، عن
معمر عن
[ ص: 443 ] قتادة : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) ، قال : رماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحصباء يوم
بدر .
15820 - حدثنا
محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا
محمد بن ثور ، عن
معمر ، عن
أيوب ، عن
عكرمة قال : ما وقع منها شيء إلا في عين رجل .
15821 - حدثنا
عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث قال ، حدثنا أبي قال ، حدثنا
أبان العطار قال ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة قال :
لما ورد رسول الله صلى الله عليه وسلم بدرا قال : هذه مصارعهم ! ووجد المشركون النبي صلى الله عليه وسلم قد سبقهم إليه ونزل عليه ، فلما طلعوا عليه زعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " هذه قريش قد جاءت بجلبتها وفخرها ، تحادك وتكذب رسولك ، اللهم إني أسألك ما وعدتني ! " . فلما أقبلوا استقبلهم ، فحثا في وجوههم ، فهزمهم الله عز وجل .
15822 - حدثنا
أحمد بن منصور قال ، حدثنا
يعقوب بن محمد قال ، حدثنا
عبد العزيز بن عمران قال ، حدثنا
موسى بن يعقوب بن عبد الله بن زمعة ، عن
يزيد بن عبد الله ، عن
أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة ، عن
حكيم بن حزام قال : لما كان يوم
بدر ، سمعنا صوتا وقع من السماء كأنه صوت حصاة وقعت في طست ، ورمى رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الرمية فانهزمنا .
[ ص: 444 ]
15823 - حدثني
الحارث قال ، حدثنا
عبد العزيز قال ، حدثنا
أبو معشر ، عن
محمد بن قيس ، nindex.php?page=showalam&ids=14980ومحمد بن كعب القرظي قالا
لما دنا القوم بعضهم من بعض ، أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قبضة من تراب فرمى بها في وجوه القوم ، وقال : " شاهت الوجوه ! " ، فدخلت في أعينهم كلهم ، وأقبل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتلونهم ويأسرونهم ، وكانت هزيمتهم في رمية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنزل الله : ( nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) ، الآية ، إلى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17إن الله سميع عليم ) .
15824 - حدثنا
بشر بن معاذ قال ، حدثنا
يزيد قال ، حدثنا
سعيد ، عن
قتادة قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وما رميت إذ رميت ) ، الآية ، ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم أخذ يوم
بدر ثلاثة أحجار ورمى بها وجوه الكفار ، فهزموا عند الحجر الثالث .
[ ص: 445 ]
15825 - حدثني
محمد بن الحسين قال ، حدثنا
أحمد بن المفضل قال ، حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين التقى الجمعان يوم بدر لعلي : " أعطني حصا من الأرض " ، فناوله حصى عليه تراب ، فرمى به وجوه القوم ، فلم يبق مشرك إلا دخل في عينيه من ذلك التراب شيء ، ثم ردفهم المؤمنون يقتلونهم ويأسرونهم ، فذكر رمية النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) .
15826 - حدثني
يونس قال ، أخبرنا
ابن وهب قال ، قال
ابن زيد في قوله : ( nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) ، قال : هذا يوم بدر ، أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث حصيات ، فرمى بحصاة في ميمنة القوم ، وحصاة في ميسرة القوم ، وحصاة بين أظهرهم ، وقال : " شاهت الوجوه ! " ، وانهزموا ، فذلك قول الله عز وجل : ( nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) .
15827 - حدثني
المثنى قال ، حدثنا
أبو صالح قال ، حدثني
معاوية ، عن
علي ، عن
ابن عباس قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=812225رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده يوم بدر فقال : يا رب ، إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض أبدا ! فقال له جبريل : خذ قبضة من التراب ! فأخذ قبضة من التراب ، فرمى بها في وجوههم ، فما من المشركين من أحد إلا أصاب عينيه ومنخريه وفمه تراب من تلك القبضة ، فولوا مدبرين .
15728 - حدثنا
ابن حميد قال ، حدثنا
سلمة ، عن
ابن إسحاق قال : قال الله عز وجل في رمي رسول الله صلى الله عليه وسلم المشركين بالحصباء من يده حين رماهم : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) ، أي : لم يكن ذلك برميتك ، لولا الذي جعل الله فيها من نصرك ، وما ألقى في صدور عدوك منها حين هزمهم الله .
[ ص: 446 ]
وروي عن
الزهري في ذلك قول خلاف هذه الأقوال ، وهو ما :
15829 - حدثنا
الحسن بن يحيى قال ، حدثنا
عبد الرزاق قال ، أخبرنا
معمر ، عن
الزهري : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وما رميت إذ رميت ) ، قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=812226جاء أبي بن خلف الجمحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعظم حائل ، فقال : " آلله محيي هذا ، يا محمد ، وهو رميم ؟ " ، وهو يفت العظم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يحييه الله ، ثم يميتك ، ثم يدخلك النار ! قال : فلما كان يوم أحد قال : والله لأقتلن محمدا إذا رأيته ! فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : بل أنا أقتله إن شاء الله . [ ص: 447 ] [ ص: 448 ]
وأما قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا ) ، فإن معناه : وكي ينعم على المؤمنين بالله ورسوله بالظفر بأعدائهم ، ويغنمهم ما معهم ، ويكتب لهم أجور أعمالهم وجهادهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وذلك " البلاء الحسن " ، رمي الله هؤلاء المشركين ، ويعني ب " البلاء الحسن " ، النعمة الحسنة الجميلة ، وهي ما وصفت وما في معناه .
15830 - حدثنا
ابن حميد قال ، حدثنا
سلمة ، عن
ابن إسحاق قال في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا ) ، أي ليعرف المؤمنين من نعمه عليهم ، في إظهارهم على عدوهم مع كثرة عددهم وقلة عددهم ، ليعرفوا بذلك حقه ، وليشكروا بذلك نعمته .
وقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17إن الله سميع عليم ) ، يعني : إن الله سميع ، أيها المؤمنون ، لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم ، ومناشدته ربه ، ومسألته إياه إهلاك عدوه وعدوكم ، فقيل له : إن يك إلا جحش ! قال : أليس قال : أنا أقتلك ؟ والله لو قالها لجميع الخلق لماتوا ! "
[ ص: 449 ]
ولقيلكم وقيل جميع خلقه " عليم " ، بذلك كله ، وبما فيه صلاحكم وصلاح عباده ، وغير ذلك من الأشياء ، محيط به ، فاتقوه وأطيعوا أمره وأمر رسوله .
الْقَوْلُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28979_29677_30772_28785_29485تَأْوِيلِ قَوْلِهِ ( nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ( 17 ) )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِلْمُؤْمِنِينَ بِهِ وَبِرَسُولِهِ ، مِمَّنْ شَهِدَ
بَدْرًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَاتَلَ أَعْدَاءَ دِينِهِ مَعَهُ مِنْ كُفَّارِ
قُرَيْشٍ : فَلَمْ تَقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ ، أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ ، أَنْتُمْ ، وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ .
وَأَضَافَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ قَتْلَهُمْ إِلَى نَفْسِهِ ، وَنَفَاهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ بِهِ الَّذِينَ قَاتَلُوا الْمُشْرِكِينَ ، إِذْ كَانَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ هُوَ مُسَبِّبُ قَتْلِهِمْ ، وَعَنْ أَمْرِهِ كَانَ قِتَالُ الْمُؤْمِنِينَ إِيَّاهُمْ . فَفِي ذَلِكَ أَدَلُّ الدَّلِيلَ عَلَى فَسَادِ قَوْلِ الْمُنْكِرِينَ أَنْ يَكُونَ لِلَّهِ فِي أَفْعَالِ خَلْقِهِ صُنْعٌ بِهِ وَصَلُوا إِلَيْهَا .
[ ص: 442 ]
وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ لِنَبِيِّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ) ، فَأَضَافَ الرَّمْيَ إِلَى نَبِيِّ اللَّهِ ، ثُمَّ نَفَاهُ عَنْهُ ، وَأَخْبَرَ عَنْ نَفْسِهِ أَنَّهُ هُوَ الرَّامِي ، إِذْ كَانَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ هُوَ الْمُوصِلُ الْمَرْمِيَّ بِهِ إِلَى الَّذِينَ رُمُوا بِهِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، وَالْمُسَبِّبُ الرَّمْيَةَ لِرَسُولِهِ .
فَيُقَالُ لِلْمُنْكِرِينَ مَا ذَكَرْنَا قَدْ عَلِمْتُمْ إِضَافَةَ اللَّهِ رَمْيَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُشْرِكِينَ إِلَى نَفْسِهِ ، بَعْدَ وَصْفِهِ نَبِيَّهُ بِهِ ، وَإِضَافَتِهِ إِلَيْهِ ، وَذَلِكَ فِعْلٌ وَاحِدٌ ، كَانَ مِنَ اللَّهِ تَسْبِيبُهُ وَتَسْدِيدُهُ ، وَمِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَذْفُ وَالْإِرْسَالُ ، فَمَا تُنْكِرُونَ أَنْ يَكُونَ كَذَلِكَ سَائِرُ أَفْعَالِ الْخَلْقِ الْمُكْتَسَبَةِ : مِنَ اللَّهِ الْإِنْشَاءُ وَالْإِنْجَازُ بِالتَّسْبِيبِ ، وَمِنَ الْخَلْقِ الِاكْتِسَابُ بِالْقُوَى ؟ فَلَنْ يَقُولُوا فِي أَحَدِهِمَا قَوْلًا إِلَّا أُلْزِمُوا فِي الْآخِرِ مِثْلَهُ .
وَبِنَحْوِ مَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
15817 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ ، حَدَّثَنَا
أَبُو عَاصِمٍ قَالَ ، حَدَّثَنَا
عِيسَى ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِ اللَّهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ ) ، لِأَصْحَابِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالَ هَذَا : " قَتَلْتُ " ، وَهَذَا : " قَتَلْتُ " (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ ) ، قَالَ
لِمُحَمَّدٍ حِينَ حُصِبَ الْكُفَّارُ .
15818 - حَدَّثَنِي
الْمُثَنَّى قَالَ ، حَدَّثَنَا
أَبُو حُذَيْفَةَ قَالَ ، حَدَّثَنَا
شِبْلٌ ، عَنِ
ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، بِنَحْوِهِ .
15819 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ
مَعْمَرٍ عَنْ
[ ص: 443 ] قَتَادَةَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ) ، قَالَ : رَمَاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَصْبَاءِ يَوْمَ
بَدْرٍ .
15820 - حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى قَالَ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ
مَعْمَرٍ ، عَنْ
أَيُّوبَ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ قَالَ : مَا وَقَعَ مِنْهَا شَيْءٌ إِلَّا فِي عَيْنِ رَجُلٍ .
15821 - حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ قَالَ ، حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ ، حَدَّثَنَا
أَبَانُ الْعَطَّارُ قَالَ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17245هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ قَالَ :
لَمَّا وَرَدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدْرًا قَالَ : هَذِهِ مُصَارِعُهُمْ ! وَوَجَدَ الْمُشْرِكُونَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ سَبَقَهُمْ إِلَيْهِ وَنَزَلَ عَلَيْهِ ، فَلَمَّا طَلَعُوا عَلَيْهِ زَعَمُوا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " هَذِهِ قُرَيْشٌ قَدْ جَاءَتْ بِجَلَبَتِهَا وَفَخْرِهَا ، تُحَادُّكَ وَتُكَذِّبُ رَسُولَكَ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مَا وَعَدْتَنِي ! " . فَلَمَّا أَقْبَلُوا اسْتَقْبَلَهُمْ ، فَحَثَا فِي وُجُوهِهِمْ ، فَهَزَمَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ .
15822 - حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ ، حَدَّثَنَا
يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ ، حَدَّثَنَا
مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ ، عَنْ
يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ
أَبِي بَكْرِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي حَثْمَةَ ، عَنْ
حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ
بَدْرٍ ، سَمِعْنَا صَوْتًا وَقَعَ مِنَ السَّمَاءِ كَأَنَّهُ صَوَّتَ حَصَاةٍ وَقَعَتْ فِي طَسْتٍ ، وَرَمَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ الرَّمْيَةَ فَانْهَزَمْنَا .
[ ص: 444 ]
15823 - حَدَّثَنِي
الْحَارِثُ قَالَ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْعَزِيزِ قَالَ ، حَدَّثَنَا
أَبُو مَعْشَرٍ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=14980وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَا
لَمَّا دَنَا الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ، أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ فَرَمَى بِهَا فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ ، وَقَالَ : " شَاهَتِ الْوُجُوهُ ! " ، فَدَخَلَتْ فِي أَعْيُنِهِمْ كُلِّهِمْ ، وَأَقْبَلَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْتُلُونَهُمْ وَيَأْسِرُونَهُمْ ، وَكَانَتْ هَزِيمَتُهُمْ فِي رَمْيَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ) ، الْآيَةَ ، إِلَى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) .
15824 - حَدَّثَنَا
بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ ، حَدَّثَنَا
يَزِيدُ قَالَ ، حَدَّثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ ) ، الْآيَةَ ، ذُكِرِ لَنَا أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخَذَ يَوْمَ
بَدْرٍ ثَلَاثَةَ أَحْجَارٍ وَرَمَى بِهَا وُجُوهَ الْكُفَّارِ ، فَهُزِمُوا عِنْدَ الْحَجَرِ الثَّالِثِ .
[ ص: 445 ]
15825 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ قَالَ ، حَدَّثَنَا
أَسْبَاطٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ يَوْمَ بَدْرٍ لَعَلِيٍّ : " أَعْطِنِي حَصًا مِنَ الْأَرْضِ " ، فَنَاوَلَهُ حَصًى عَلَيْهِ تُرَابٌ ، فَرَمَى بِهِ وُجُوهَ الْقَوْمِ ، فَلَمْ يَبْقَ مُشْرِكٌ إِلَّا دَخَلَ فِي عَيْنَيْهِ مِنْ ذَلِكَ التُّرَابِ شَيْءٌ ، ثُمَّ رَدِفَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ يَقْتُلُونَهُمْ وَيَأْسِرُونَهُمْ ، فَذَكَرَ رَمْيَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ) .
15826 - حَدَّثَنِي
يُونُسُ قَالَ ، أَخْبَرَنَا
ابْنُ وَهْبٍ قَالَ ، قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ) ، قَالَ : هَذَا يَوْمَ بَدْرٍ ، أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ حَصَيَاتٍ ، فَرَمَى بِحَصَاةٍ فِي مَيْمَنَةِ الْقَوْمِ ، وَحَصَاةٍ فِي مَيْسَرَةِ الْقَوْمِ ، وَحَصَاةٍ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ ، وَقَالَ : " شَاهَتِ الْوُجُوهُ ! " ، وَانْهَزَمُوا ، فَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ) .
15827 - حَدَّثَنِي
الْمُثَنَّى قَالَ ، حَدَّثَنَا
أَبُو صَالِحٍ قَالَ ، حَدَّثَنِي
مُعَاوِيَةُ ، عَنْ
عَلِيٍّ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=812225رَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ يَوْمَ بَدْرٍ فَقَالَ : يَا رَبِّ ، إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةَ فَلَنْ تَعْبُدَ فِي الْأَرْضِ أَبَدًا ! فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ : خُذْ قَبْضَةً مِنَ التُّرَابِ ! فَأَخَذَ قَبْضَةً مِنَ التُّرَابِ ، فَرَمَى بِهَا فِي وُجُوهِهِمْ ، فَمَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا أَصَابَ عَيْنَيْهِ وَمَنْخَرَيْهِ وَفَمَهُ تُرَابٌ مِنْ تِلْكَ الْقَبْضَةِ ، فَوُلُّوا مُدَبِّرِينَ .
15728 - حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ ، حَدَّثَنَا
سَلَمَةُ ، عَنِ
ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي رَمْيِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُشْرِكِينَ بِالْحَصْبَاءِ مِنْ يَدِهِ حِينَ رَمَاهُمْ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ) ، أَيْ : لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ بِرَمْيَتِكَ ، لَوْلَا الَّذِي جَعَلَ اللَّهُ فِيهَا مِنْ نَصْرِكَ ، وَمَا أَلْقَى فِي صُدُورِ عَدُوِّكَ مِنْهَا حِينَ هَزَمَهُمُ اللَّهُ .
[ ص: 446 ]
وَرُوِيَ عَنِ
الزُّهْرِيِّ فِي ذَلِكَ قَوْلٌ خِلَافَ هَذِهِ الْأَقْوَالِ ، وَهُوَ مَا :
15829 - حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى قَالَ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ ، أَخْبَرَنَا
مَعْمَرٌ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ ) ، قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=812226جَاءَ أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ الْجُمَحِيُّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَظْمٍ حَائِلٍ ، فَقَالَ : " آللَّهُ مُحْيِي هَذَا ، يَا مُحَمَّدُ ، وَهُوَ رَمِيمٌ ؟ " ، وَهُوَ يَفُتُّ الْعَظْمَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يُحْيِيهِ اللَّهُ ، ثُمَّ يُمِيتُكَ ، ثُمَّ يُدْخِلُكَ النَّارَ ! قَالَ : فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أَحَدٍ قَالَ : وَاللَّهِ لِأَقْتُلَنَّ مُحَمَّدًا إِذَا رَأَيْتُهُ ! فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : بَلْ أَنَا أَقْتُلُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ . [ ص: 447 ] [ ص: 448 ]
وَأَمَّا قَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا ) ، فَإِنَّ مَعْنَاهُ : وَكَيْ يُنْعِمَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ بِالظَّفَرِ بِأَعْدَائِهِمْ ، وَيُغَنِّمُهُمْ مَا مَعَهُمْ ، وَيَكْتُبَ لَهُمْ أُجُورَ أَعْمَالِهِمْ وَجِهَادَهُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَذَلِكَ " الْبَلَاءُ الْحَسَنُ " ، رَمْيُ اللَّهِ هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ ، وَيَعْنِي بِ " الْبَلَاءِ الْحَسَنِ " ، النِّعْمَةَ الْحَسَنَةَ الْجَمِيلَةَ ، وَهِيَ مَا وَصَفْتُ وَمَا فِي مَعْنَاهُ .
15830 - حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ ، حَدَّثَنَا
سَلَمَةُ ، عَنِ
ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا ) ، أَيْ لِيُعَرِّفَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ نِعَمِهِ عَلَيْهِمْ ، فِي إِظْهَارِهِمْ عَلَى عَدُوِّهِمْ مَعَ كَثْرَةِ عَدَدِهِمْ وَقِلَّةِ عَدَدِهِمْ ، لِيَعْرِفُوا بِذَلِكَ حَقَّهُ ، وَلِيَشْكُرُوا بِذَلِكَ نِعْمَتَهُ .
وَقَوْلُهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=17إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) ، يَعْنِي : إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ ، أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ ، لِدُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمُنَاشَدَتِهِ رَبَّهُ ، وَمَسْأَلَتِهِ إِيَّاهُ إِهْلَاكَ عَدُوِّهِ وَعَدُوِّكُمْ ، فَقِيلَ لَهُ : إِنْ يَكُ إِلَّا جَحْشٌ ! قَالَ : أَلَيْسَ قَالَ : أَنَا أَقْتُلُكَ ؟ وَاللَّهِ لَوْ قَالَهَا لِجَمِيعِ الْخَلْقِ لَمَاتُوا ! "
[ ص: 449 ]
وَلِقِيلِكُمْ وَقِيلِ جَمِيعِ خَلْقِهِ " عَلِيمٌ " ، بِذَلِكَ كُلِّهِ ، وَبِمَا فِيهِ صَلَاحُكُمْ وَصَلَاحُ عِبَادِهِ ، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الْأَشْيَاءِ ، مُحِيطٌ بِهِ ، فَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُوا أَمْرَهُ وَأَمْرَ رَسُولِهِ .