الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود ( 99 ) )

قال أبو جعفر : يقول الله تعالى ذكره : وأتبعهم الله في هذه يعني في هذه الدنيا مع العذاب الذي عجله لهم فيها من الغرق في البحر ، لعنته ( ويوم القيامة ) [ ص: 468 ] ، يقول : وفي يوم القيامة أيضا يلعنون لعنة أخرى ، كما : -

18536 - حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا حكام ، عن عنبسة عن محمد بن عبد الرحمن ، عن القاسم بن أبي بزة ، عن مجاهد : ( وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة ) ، قال : لعنة أخرى .

18537 - حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة ) ، قال : زيدوا بلعنته لعنة أخرى ، فتلك لعنتان .

18538 - حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود ) ، اللعنة في إثر اللعنة .

18539 - . . . . قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الله ، عن ورقاء ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله : ( وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة ) ، قال : زيدوا لعنة أخرى ، فتلك لعنتان .

18540 - حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد : ( في هذه ) ، قال : في الدنيا ( ويوم القيامة ) ، أردفوا بلعنة أخرى ، زيدوها ، فتلك لعنتان .

وقوله : ( بئس الرفد المرفود ) ، يقول : بئس العون المعان ، اللعنة المزيدة فيها أخرى مثلها .

وأصل "الرفد" ، العون ، يقال منه : "رفد فلان فلانا عند الأمير يرفده رفدا " بكسر الراء وإذا فتحت ، فهو السقي في القدح العظيم ، و"الرفد" : [ ص: 469 ] القدح الضخم ، ومنه قول الأعشى :


رب رفد هرقته ذلك اليو م وأسرى من معشر أقتال



ويقال : "رفد فلان حائطه" ، وذلك إذا أسنده بخشبة ، لئلا يسقط . و"الرفد" ، بفتح الراء المصدر . يقال منه : "رفده يرفده رفدا" ، و"الرفد" ، اسم الشيء الذي يعطاه الإنسان ، وهو "المرفد" .

وينحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

18541 - حدثني المثنى قال ، حدثنا عبد الله قال ، حدثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله : ( بئس الرفد المرفود ) ، قال : لعنة الدنيا والآخرة .

18542 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : ( بئس الرفد المرفود ) ، قال : لعنهم الله في الدنيا ، وزيد لهم فيها اللعنة في الآخرة .

18543 - حدثنا الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا عبد الرزاق ، قال ، أخبرنا معمر ، عن قتادة في قوله : ( ويوم القيامة بئس الرفد المرفود ) ، قال : لعنة في الدنيا ، وزيدوا فيها لعنة في الآخرة .

18544 - حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة : [ ص: 470 ] ( وأتبعوا في هذه لعنه ويوم القيامة بئس الرفد المرفود ) ، يقول : ترادفت عليهم اللعنتان من الله ، لعنة في الدنيا ، ولعنة في الآخرة .

18545 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبو خالد ، عن جويبر ، عن الضحاك ، قال : أصابتهم لعنتان في الدنيا ، رفدت إحداهما الأخرى ، وهو قوله : ( ويوم القيامة بئس الرفد المرفود ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية