الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( وما أضلنا إلا المجرمون ( 99 ) فما لنا من شافعين ( 100 ) ولا صديق حميم ( 101 ) فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين ( 102 ) )

يقول تعالى ذكره مخبرا عن قيل هؤلاء الغاوين في الجحيم : ( وما أضلنا إلا المجرمون ) يعني بالمجرمين إبليس ، وابن آدم الذي سن القتل .

كما حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن عكرمة ، قوله : ( وما أضلنا إلا المجرمون ) قال : إبليس وابن آدم القاتل .

وقوله ( فما لنا من شافعين ) يقول : فليس لنا شافع فيشفع لنا عند الله من الأباعد ، فيعفو عنا ، وينجينا من عقابه . ( ولا صديق حميم ) من الأقارب .

واختلف أهل التأويل في الذين عنوا بالشافعين ، وبالصديق الحميم ، فقال بعضهم : عني بالشافعين : الملائكة ، وبالصديق الحميم : النسيب .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج : ( فما لنا من شافعين ) قال : من الملائكة ( ولا صديق حميم ) قال : من الناس ، قال مجاهد : [ ص: 369 ] صديق حميم ، قال : شقيق .

وقال آخرون : كل هؤلاء من بني آدم .

ذكر من قال ذلك :

حدثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة ، قال : ثنا إسحاق بن سعيد البصري المسمعي ، عن أخيه يحيى بن سعيد المسمعي ، قال : كان قتادة إذا قرأ : ( فما لنا من شافعين ولا صديق حميم ) قال : يعلمون والله أن الصديق إذا كان صالحا نفع ، وأن الحميم إذا كان صالحا شفع .

وقوله ( فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين ) يقول : فلو أن لنا رجعة إلى الدنيا فنؤمن بالله فنكون بإيماننا به من المؤمنين .

التالي السابق


الخدمات العلمية