الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        6200 حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل أحد الجنة إلا أري مقعده من النار لو أساء ليزداد شكرا ولا يدخل النار أحد إلا أري مقعده من الجنة لو أحسن ليكون عليه حسرة

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        9798 الحديث العشرون حديث أبي هريرة من طريق الأعرج عنه

                                                                                                                                                                                                        قوله ( لا يدخل أحد الجنة إلا أري مقعده من النار ) وقع عند ابن ماجه بسند صحيح من طريق آخر عن أبي هريرة أن ذلك يقع عند المسألة في القبر وفيه فيفرج له فرجة قبل النار فينظر إليها فيقال له انظر إلى ما وقاق الله وفي حديث أنس الماضي في أواخر الجنائز فيقال انظر إلى مقعدك من النار زاد أبو داود في روايته هذا بيتك كان في النار ولكن الله عصمك ورحمك وفي حديث أبي سعيد كان هذا منزلك لو كفرت بربك .

                                                                                                                                                                                                        قوله لو أساء ليزداد شكرا أي لو كان عمل عملا سيئا وهو الكفر فصار من أهل النار ، وقوله " ليزداد [ ص: 451 ] شكرا " أي فرحا ورضا فعبر عنه بلازمه لأن الراضي بالشيء يشكر من فعل له ذلك

                                                                                                                                                                                                        قوله ولا يدخل النار أحد ) قدم في رواية الكشميهني الفاعل على المفعول وقوله " إلا أري " بضم الهمزة وكسر الراء

                                                                                                                                                                                                        قوله لو أحسن أي لو عمل عملا حسنا وهو الإسلام

                                                                                                                                                                                                        قوله ليكون عليه حسرة أي للزيادة في تعذيبه ووقع عند ابن ماجه أيضا وأحمد بسند صحيح عن أبي هريرة بلفظ ما منكم من أحد إلا وله منزلان منزل في الجنة ومنزل في النار فإذا مات ودخل النار ورث أهل الجنة منزله وذلك قوله - تعالى - أولئك هم الوارثون وقال جمهور المفسرين في قوله - تعالى - وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض الآية المراد أرض الجنة التي كانت لأهل النار لو دخلوا الجنة وهو موافق لهذا الحديث وقيل المراد أرض الدنيا لأنها صارت خبزة فأكلوها كما تقدم . وقال القرطبي : يحتمل أن يسمى الحصول في الجنة وراثة من حيث اختصاصهم بذلك دون غيرهم فهو إرث بطريق الاستعارة والله أعلم




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية