الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        1408 حدثنا محمد بن غرير الزهري حدثنا يعقوب بن إبراهيم عن أبيه عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب قال أخبرني عامر بن سعد عن أبيه قال أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم رهطا وأنا جالس فيهم قال فترك رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم رجلا لم يعطه وهو أعجبهم إلي فقمت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فساررته فقلت ما لك عن فلان والله إني لأراه مؤمنا قال أو مسلما قال فسكت قليلا ثم غلبني ما أعلم فيه فقلت يا رسول الله ما لك عن فلان والله إني لأراه مؤمنا قال أو مسلما قال فسكت قليلا ثم غلبني ما أعلم فيه فقلت يا رسول الله ما لك عن فلان والله إني لأراه مؤمنا قال أو مسلما يعني فقال إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه خشية أن يكب في النار على وجهه وعن أبيه عن صالح عن إسماعيل بن محمد أنه قال سمعت أبي يحدث بهذا فقال في حديثه فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده فجمع بين عنقي وكتفي ثم قال أقبل أي سعد إني لأعطي الرجل قال أبو عبد الله فكبكبوا قلبوا فكبوا مكبا أكب الرجل إذا كان فعله غير واقع على أحد فإذا وقع الفعل قلت كبه الله لوجهه وكببته أنا

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        ثالثها : حديث سعد بن أبي وقاص أورده بإسنادين ، وموضع الترجمة منه قوله في الرواية الثانية : " فجمع بين عنقي وكتفي ، ثم قال : أقبل أي سعد " . وقد تقدم الكلام عليه مستوفى في كتاب الإيمان ، وأنه أمر بالإقبال أو بالقبول ، ووقع عند مسلم " إقبالا أي سعد " . على أنه مصدر أي أتقابلني قبالا بهذه المعارضة ؟ وسياقه يشعر بأنه صلى الله عليه وسلم كره منه إلحاحه عليه في المسألة ، ويحتمل أن يكون من جهة أن المشفوع له ترك السؤال فمدح .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وعن أبيه عن صالح ) هو معطوف على الإسناد الأول ، وكذا أخرجه مسلم ، عن الحسن الحلواني ، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( أبو عبد الله ) هو المصنف .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فكبكبوا . . . إلخ ) تقدمت الإشارة إليه في الإيمان ، وجرى المصنف على عادته في إيراد تفسير اللفظة الغريبة إذا وافق ما في الحديث ما في القرآن . و قوله : ( غير واقع ) أي : لازما و ( إذا وقع ) أي : إذا كان متعديا ، والغرض أن هذه الكلمة من النوادر حيث كان الثلاثي متعديا ، والمزيد فيه لازما عكس القاعدة التصريفية ، قيل : ويجوز أن يكون ألف أكب للصيرورة .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية