الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                565 وحدثني عمرو الناقد حدثنا إسمعيل ابن علية عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال لم نعد أن فتحت خيبر فوقعنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك البقلة الثوم والناس جياع فأكلنا منها أكلا شديدا ثم رحنا إلى المسجد فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم الريح فقال من أكل من هذه الشجرة الخبيثة شيئا فلا يقربنا في المسجد فقال الناس حرمت حرمت فبلغ ذاك النبي صلى الله عليه وسلم فقال أيها الناس إنه ليس بي تحريم ما أحل الله لي ولكنها شجرة أكره ريحها

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( من أكل من هذه الشجرة الخبيثة ) سماها خبيثة لقبح رائحتها . قال أهل اللغة : الخبيث في كلام العرب المكروه من قول أو فعل أو مال أو طعام أو شراب أو شخص .

                                                                                                                قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( أيها الناس إنه ليس لي تحريم ما أحل الله لي ، ولكنها شجرة أكره ريحها ) فيه : دليل على أن الثوم ليس بحرام ، وهو إجماع من يعتد به كما سبق ، وقد اختلف أصحابنا في الثوم هل كان [ ص: 213 ] حراما على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ أم كان يتركه تنزها . وظاهر هذا الحديث أنه ليس بمحرم عليه - صلى الله عليه وسلم - ومن قال بالتحريم يقول : المراد ليس لي أن أحرم على أمتي ما أحل الله لها .




                                                                                                                الخدمات العلمية