الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                912 حدثنا أبو عامر الأشعري عبد الله بن براد ومحمد بن العلاء قالا حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى قال خسفت الشمس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فقام فزعا يخشى أن تكون الساعة حتى أتى المسجد فقام يصلي بأطول قيام وركوع وسجود ما رأيته يفعله في صلاة قط ثم قال إن هذه الآيات التي يرسل الله لا تكون لموت أحد ولا لحياته ولكن الله يرسلها يخوف بها عباده فإذا رأيتم منها شيئا فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره وفي رواية ابن العلاء كسفت الشمس وقال يخوف عباده

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( فقام فزعا يخشى أن تكون الساعة ) هذا قد يستشكل من حيث أن الساعة لها مقدمات كثيرة لا بد من وقوعها ولم تكن وقعت كطلوع الشمس من مغربها ، وخروج الدابة والنار والدجال ، وقتال الترك وأشياء أخر لا بد من وقوعها قبل الساعة كفتوح الشام والعراق ومصر وغيرها وإنفاق كنوز كسرى في سبيل الله تعالى ، وقتال الخوارج ، وغير ذلك من الأمور المشهورة في الأحاديث الصحيحة [ ص: 516 ] ويجاب عنه بأجوبة أحدها لعل هذا الكسوف كان قبل إعلام النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذه الأمور ، الثاني لعله خشي أن تكون بعض مقدماتها . الثالث أن الراوي ظن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يخشى أن تكون الساعة وليس يلزم من ظنه أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - خشي ذلك حقيقة بل خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - مستعجلا مهتما بالصلاة وغيرها من أمر الكسوف ، مبادرا إلى ذلك ، وربما خاف أن يكون نوع عقوبة كما كان - صلى الله عليه وسلم - عند هبوب الريح تعرف الكراهة في وجهه ، ويخاف أن يكون عذابا كما سبق في آخر كتاب الاستسقاء ، فظن الراوي خلاف ذلك ولا اعتبار بظنه .




                                                                                                                الخدمات العلمية