الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                1012 وحدثنا عبد الله بن براد الأشعري وأبو كريب محمد بن العلاء قالا حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليأتين على الناس زمان يطوف الرجل فيه بالصدقة من الذهب ثم لا يجد أحدا يأخذها منه ويرى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة يلذن به من قلة الرجال وكثرة النساء وفي رواية ابن براد وترى الرجل [ ص: 80 ]

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                [ ص: 80 ] قوله صلى الله عليه وسلم : ( يطوف الرجل بصدقته من الذهب ) إنما هذا يتضمن التنبيه على ما سواه ؛ لأنه إذا كان الذهب لا يقبله أحد ، فكيف الظن بغيره ؟ وقوله صلى الله عليه وسلم : ( يطوف ) إشارة إلى أنه يتردد بها بين الناس ، فلا يجد من يقبلها فتحصل المبالغة والتنبيه على عدم قبول الصدقة بثلاثة أشياء : كونه يعرضها ، ويطوف بها ، وهي ذهب .

                                                                                                                قوله : ( ويرى الرجل الواحد ) ثم قال : وفي رواية ابن براد ( وترى ) هكذا هو في جميع النسخ ، الأول ( يرى ) بضم الياء المثناة تحت ، والثاني بفتح المثناة فوق .

                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم : ( ويرى الرجل الواحد تتبعه أربعون امرأة يلذن به من قلة الرجال وكثرة النساء ) معنى ( يلذن به ) أي ينتمين إليه ، ليقوم بحوائجهن ويذب عنهن كقبيلة بقي من رجالها واحد فقط وبقيت نساؤها ، فيلذن بذلك الرجل ليذب عنهن ويقوم بحوائجهن ، ولا يطمع فيهن أحد بسببه . وأما سبب قلة الرجال وكثرة النساء ، فهو الحروب والقتال الذي يقع في آخر الزمان وتراكم الملاحم ، كما قال صلى الله عليه وسلم : " ويكثر الهرج " ، أي القتل .

                                                                                                                قوله : ( حدثنا يعقوب ) وهو ابن عبد الرحمن القاري ، هو بتشديد الياء منسوب إلى القارة القبيلة المعروفة ، وسبق بيانه مرات .

                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم ( حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا ) معناه والله أعلم أنهم يتركونها ويعرضون عنها فتبقى مهملة لا تزرع ولا تسقى من مياهها وذلك لقلة الرجال وكثرة الحروب والفتن وقرب الساعة وقلة الآمال وعدم الفراغ لذلك والاهتمام به .




                                                                                                                الخدمات العلمية