الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                1057 حدثنا عمرو الناقد حدثنا إسحق بن سليمان الرازي قال سمعت مالكا ح وحدثني يونس بن عبد الأعلى واللفظ له أخبرنا عبد الله بن وهب حدثني مالك بن أنس عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه رداء نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة نظرت إلى صفحة عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته ثم قال يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك ثم أمر له بعطاء حدثنا زهير بن حرب حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا همام ح وحدثني زهير بن حرب حدثنا عمر بن يونس حدثنا عكرمة بن عمار ح وحدثني سلمة بن شبيب حدثنا أبو المغيرة حدثنا الأوزاعي كلهم عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث وفي حديث عكرمة بن عمار من الزيادة قال ثم جبذه إليه جبذة رجع نبي الله صلى الله عليه وسلم في نحر الأعرابي وفي حديث همام فجاذبه حتى انشق البرد وحتى بقيت حاشيته في عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة ، نظرت إلى صفحة عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته ، ثم قال : يا محمد ، مر لي من مال الله الذي عندك ، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك ثم أمر له بعطاء ) فيه احتمال الجاهلين والإعراض عن مقابلتهم . ودفع السيئة بالحسنة وإعطاء من يتألف قلبه ، والعفو عن مرتكب كبيرة لا حد فيها بجهله ، وإباحة الضحك عند الأمور التي يتعجب منها في العادة ، وفيه كمال خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وحلمه وصفحه الجميل .

                                                                                                                [ ص: 121 ] قوله : ( فجاذبه ) هو بمعنى جبذه في الرواية السابقة ، فيقال : جبذ وجذب ، لغتان مشهورتان .

                                                                                                                قوله : ( حتى انشق البرد وحتى بقيت حاشيته في عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم ) قال القاضي : يحتمل أنه على ظاهره ، وأن الحاشية انقطعت وبقيت في العنق ، ويحتمل أن يكون معناه : بقي أثرها ، لقوله في الرواية الأخرى : ( أثرت بها حاشية الرداء ) .




                                                                                                                الخدمات العلمية