الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                104 حدثنا عبد بن حميد وإسحق بن منصور قالا أخبرنا جعفر بن عون أخبرنا أبو عميس قال سمعت أبا صخرة يذكر عن عبد الرحمن بن يزيد وأبي بردة بن أبي موسى قالا أغمي على أبي موسى وأقبلت امرأته أم عبد الله تصيح برنة قالا ثم أفاق قال ألم تعلمي وكان يحدثها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنا بريء ممن حلق وسلق وخرق حدثنا عبد الله بن مطيع حدثنا هشيم عن حصين عن عياض الأشعري عن امرأة أبي موسى عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم ح وحدثنيه حجاج بن الشاعر حدثنا عبد الصمد قال حدثني أبي حدثنا داود يعني ابن أبي هند حدثنا عاصم عن صفوان بن محرز عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم ح وحدثني الحسن بن علي الحلواني حدثنا عبد الصمد أخبرنا شعبة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث غير أن في حديث عياض الأشعري قال ليس منا ولم يقل بريء [ ص: 284 ]

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                [ ص: 284 ] وقوله في الإسناد الآخر : ( أبو عميس عن أبي صخرة ) هو ( عميس ) بضم العين المهملة وفتح الميم وإسكان الياء وبالسين المهملة . واسمه عتبة بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود . وذكره الحاكم في أفراد الكنى يعني أنه لا يشاركه في كنيته أحد .

                                                                                                                وأما ( أبو صخرة ) فبالهاء في آخره كذا وقع هنا وهو المشهور في كنيته ويقال فيها أيضا أبو صخر بحذف الهاء واسمه جامع بن شداد .

                                                                                                                قوله : ( تصيح برنة ) هو بفتح الراء وتشديد النون . قال صاحب المطالع : الرنة صوت مع البكاء فيه ترجيع كالقلقلة واللقلقة . يقال أرنت فهي مرنة . ولا يقال رنت . وقال ثابت في الحديث لعنت الرانة ولعله من نقلة الحديث هذا كلام صاحب المطالع . قال أهل اللغة الرنة والرنين والإرنان بمعنى واحد . ويقال رنت وأرنت لغتان حكاهما الجوهري وفيه رد لما قاله ثابت وغيره .

                                                                                                                قال القاضي عياض - رحمه الله - : قوله : ( أنا بريء ممن حلق ) أي من فعلهن ، أو ما يستوجبن من العقوبة ، أو من عهدة ما لزمني من بيانه . وأصل البراءة الانفصال . هذا كلام القاضي ويجوز أن يراد به ظاهره وهو البراءة من فاعل هذه الأمور ، ولا يقدر فيه حذف .

                                                                                                                وأما قوله : ( حدثني الحسن بن علي الحلواني حدثنا عبد الصمد أنبأنا شعبة ) فذكره مرفوعا فقال القاضي عياض : يروونه عن شعبة موقوفا ، ولم يرفعه عنه غير عبد الصمد . قلت : ولا يضر هذا على المذهب الصحيح المختار وهو إذا روى الحديث بعض الرواة موقوفا وبعضهم مرفوعا أو بعضهم متصلا وبعضهم مرسلا فإن الحكم للرفع والوصل ، وقيل للوقف والإرسال ، وقيل : يعتبر الأحفظ ، وقيل : الأكثر . والصحيح الأول . ومع هذا فمسلم - رحمه الله - لم يذكر هذا الإسناد معتمدا عليه إنما ذكره متابعة وقد تكلمنا قريبا على نحو هذا . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية