الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2246 وحدثناه nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحق بن إبراهيم nindex.php?page=showalam&ids=14771وابن أبي عمر واللفظ لابن أبي عمر قال nindex.php?page=showalam&ids=12418إسحق أخبرنا وقال nindex.php?page=showalam&ids=14771ابن أبي عمر حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان عن nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري عن nindex.php?page=showalam&ids=15990ابن المسيب عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=661174أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل nindex.php?page=treesubj&link=30451_19092_19110_29702_33679_28785_29453يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار
أما قوله عز وجل : ( يؤذيني ابن آدم ) فمعناه يعاملني معاملة توجب الأذى في حقكم .
وأما قوله عز وجل : ( وأنا الدهر ) فإنه برفع الراء ، هذا هو الصواب المعروف الذي قاله nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي ، وأبو عبيد وجماهير [ ص: 406 ] المتقدمين والمتأخرين ، وقال أبو بكر ومحمد بن داود الأصبهاني الطاهري : إنما هو الدهر بالنصب على الظرف ، أي أنا مدة الدهر أقلب ليله ونهاره . وحكى nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر هذه الرواية عن بعض أهل العلم . وقال النحاس : يجوز النصب أي فإن الله باق مقيم أبدا لا يزول . قال القاضي : قال بعضهم : هو منصوب على التخصيص . قال : والظرف أصح وأصوب . أما رواية الرفع ، وهي الصواب ، فموافقة لقوله " فإن الله هو الدهر .
قال العلماء : وهو مجاز ، وسببه أن العرب كان شأنها أن تسب الدهر عند النوازل والحوادث والمصائب النازلة بها من موت أو هرم أو تلف مال أو غير ذلك ، فيقولون : يا خيبة الدهر ، ونحو هذا من ألفاظ nindex.php?page=treesubj&link=28693_19108سب الدهر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=3507129لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر " أي لا تسبوا فاعل النوازل ، فإنكم إذا سببتم فاعلها وقع السب على الله تعالى ؛ لأنه هو فاعلها ومنزلها .
وأما الدهر الذي هو الزمان فلا فعل له ، بل هو مخلوق من جملة خلق الله تعالى . ومعنى " nindex.php?page=hadith&LINKID=3507130فإن الله هو الدهر " أي فاعل النوازل والحوادث ، وخالق الكائنات . والله أعلم .