الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
2249 حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=17302يحيى بن أيوب nindex.php?page=showalam&ids=16818وقتيبة nindex.php?page=showalam&ids=16609وابن حجر قالوا حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12430إسمعيل وهو ابن جعفر عن nindex.php?page=showalam&ids=14806العلاء عن أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=661185أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال nindex.php?page=treesubj&link=19508_27140_24554لا يقولن أحدكم عبدي وأمتي كلكم عبيد الله وكل نسائكم إماء الله ولكن ليقل غلامي وجاريتي وفتاي وفتاتي
[ ص: 408 ]
[ ص: 408 ] قوله صلى الله عليه وسلم : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3507135لا يقولن أحدكم عبدي وأمتي ، كلكم عبيد الله ، وكل نسائكم إماء الله ، ولكن ليقل : غلامي وجاريتي وفتاي وفتاتي ) وفي رواية : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3507136ولا يقل العبد ربي ، ولكن ليقل : سيدي ) وفي رواية : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3507137ولا يقل العبد لسيده مولاي ؛ فإن مولاكم الله ) وفي رواية ( nindex.php?page=hadith&LINKID=3507138nindex.php?page=treesubj&link=28693لا يقولن أحدكم اسق ربك ، أو أطعم ربك ، وضئ ربك ، ولا يقل أحدكم : ربي ، وليقل : سيدي ومولاي ، ولا يقل أحدكم : عبدي ، أمتي ، وليقل : فتاي ، فتاتي ، غلامي ) قال العلماء : مقصود الأحاديث شيئان : أحدهما nindex.php?page=treesubj&link=28693نهي المملوك أن يقول لسيده : ربي ؛ لأن الربوبية إنما حقيقتها لله تعالى ، لأن الرب هو المالك أو القائم بالشيء ، ولا توجد حقيقة هذا إلا في الله تعالى .
فإن قيل : فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في أشراط الساعة : " nindex.php?page=hadith&LINKID=3507139أن تلد الأمة ربتها أو ربها " فالجواب من وجهين : أحدهما أن الحديث الثاني لبيان الجواز ، وأن النهي في الأول للأدب ، وكراهة التنزيه ، لا التحريم . والثاني أن المراد النهي عن الإكثار من استعمال هذه اللفظة ، واتخاذها عادة شائعة ، ولم ينه عن إطلاقها في نادر من الأحوال . واختار القاضي هذا الجواب . ولا نهي في nindex.php?page=treesubj&link=28693قول المملوك : سيدي لقوله صلى الله عليه وسلم " nindex.php?page=hadith&LINKID=3507140ليقل سيدي " لأن لفظة السيد غير مختصة بالله تعالى اختصاص الرب ، ولا مستعملة فيه كاستعمالها . حتى نقل القاضي عن مالك أنه كره الدعاء بسيدي ، ولم يأت nindex.php?page=treesubj&link=28723تسمية الله تعالى بالسيد في القرآن ، ولا في حديث متواتر . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=3507141إن ابني هذا سيد " و " nindex.php?page=hadith&LINKID=3507142قوموا إلى سيدكم " [ ص: 409 ] يعني nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ . وفي الحديث الآخر " nindex.php?page=hadith&LINKID=3507143اسمعوا ما يقول سيدكم " يعني سعد بن عبادة . فليس في قول العبد : سيدي إشكال ولا لبس ، لأنه يستعمله غير العبد والأمة ، ولا بأس أيضا nindex.php?page=treesubj&link=28693بقول العبد لسيده : مولاي ، فإن المولى وقع على ستة عشر معنى سبق بيانها ، منها الناصر والمالك .
قال القاضي : وأما قوله في كتاب مسلم في رواية nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع nindex.php?page=showalam&ids=12156وأبي معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رفعه " nindex.php?page=hadith&LINKID=3507144ولا يقل العبد لسيده مولاي . فقد اختلف الرواة عن الأعمش في ذكر هذه اللفظة ، فلم يذكرها عنه آخرون ، وحذفها أصح . والله أعلم .
الثاني يكره للسيد أن nindex.php?page=treesubj&link=28693يقول لمملوكه : عبدي وأمتي ، بل يقول ، غلامي وجاريتي ، وفتاي وفتاتي ، لأن حقيقة العبودية إنما يستحقها الله تعالى ، ولأن فيها تعظيما بما لا يليق بالمخلوق استعماله لنفسه ، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم العلة في ذلك ، فقال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=3507145كلكم عبيد الله " فنهى عن التطاول في اللفظ كما نهى عن nindex.php?page=treesubj&link=17679التطاول في الأفعال وفي إسبال الإزار وغيره .