الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                2416 حدثنا إسمعيل بن الخليل وسويد بن سعيد كلاهما عن ابن مسهر قال إسمعيل أخبرنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال كنت أنا وعمر بن أبي سلمة يوم الخندق مع النسوة في أطم حسان فكان يطأطئ لي مرة فأنظر وأطأطئ له مرة فينظر فكنت أعرف أبي إذا مر على فرسه في السلاح إلى بني قريظة قال وأخبرني عبد الله بن عروة عن عبد الله بن الزبير قال فذكرت ذلك لأبي فقال ورأيتني يا بني قلت نعم قال أما والله لقد جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ أبويه فقال فداك أبي وأمي وحدثنا أبو كريب حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال لما كان يوم الخندق كنت أنا وعمر بن أبي سلمة في الأطم الذي فيه النسوة يعني نسوة النبي صلى الله عليه وسلم وساق الحديث بمعنى حديث ابن مسهر في هذا الإسناد ولم يذكر عبد الله بن عروة في الحديث ولكن أدرج القصة في حديث هشام عن أبيه عن ابن الزبير [ ص: 562 ]

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                [ ص: 562 ] قوله : ( عن عبد الله بن الزبير قال : كنت أنا وعمر بن أبي سلمة يوم الخندق مع النسوة في أطم حسان ، فكان يطأطئ لي مرة فأنظر . . . إلى آخره ) الأطم بضم الهمزة والطاء الحصن ، وجمعه آطام ، كعنق وأعناق . قال القاضي . ويقال في الجمع أيضا إطام بكسر الهمزة والقصر ، كآكام .

                                                                                                                وقوله : كان يطأطئ هو بهمز آخره ، ومعناه يخفض لي ظهره - وفي هذا الحديث دليل لحصول ضبط الصبي وتمييزه وهو ابن أربع سنين ، فإن ابن الزبير ولد عام الهجرة في المدينة ، وكان الخندق سنة أربع من الهجرة على الصحيح ، فيكون له في وقت ضبطه لهذه القضية دون أربع سنين ، وفي هذا رد على ما قاله جمهور المحدثين أنه لا يصح سماع الصبي حتى يبلغ خمس سنين ، والصواب صحته متى حصل التمييز ، وإن كان ابن أربع أو دونها . وفيه منقبة لابن الزبير لجودة ضبطه لهذه القضية مفصلة في هذا السن . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية