الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                2610 حدثنا يحيى بن يحيى ومحمد بن العلاء قال يحيى أخبرنا وقال ابن العلاء حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن سليمان بن صرد قال استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فجعل أحدهما تحمر عيناه وتنتفخ أوداجه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأعرف كلمة لو قالها لذهب عنه الذي يجد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فقال الرجل وهل ترى بي من جنون قال ابن العلاء فقال وهل ترى ولم يذكر الرجل

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله صلى الله عليه وسلم في الذي اشتد غضبه : ( إني لأعرف كلمة لو قالها لذهب عنه الذي يجد : أعوذ بالله [ ص: 125 ] من الشيطان الرجيم ) فيه أن الغضب في غير الله تعالى من نزغ الشيطان ، وأنه ينبغي لصاحب الغضب أن يستعيذ فيقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، وأنه سبب لزوال الغضب . وأما قول هذا الرجل الذي اشتد غضبه : هل ترى بي من جنون ؟ فهو كلام من لم يفقه في دين الله تعالى ، ولم يتهذب بأنوار الشريعة المكرمة ، وتوهم أن الاستعاذة مختصة بالمجنون ، ولم يعلم أن الغضب من نزغات الشيطان ، ولهذا يخرج به الإنسان عن اعتدال حاله ، ويتكلم بالباطل ، ويفعل المذموم ، وينوي الحقد والبغض وغير ذلك من القبائح المترتبة على الغضب ، لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال له : أوصني قال : لا تغضب فردد مرارا قال " لا تغضب " فلم يزده في الوصية على " لا تغضب " مع تكراره الطلب ، وهذا دليل ظاهر في عظم مفسدة الغضب وما ينشأ منه . ويحتمل أن هذا القائل : " هل ترى بي من جنون؟ " كان من المنافقين ، أو من جفاة الأعراب . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية