الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                3023 حدثني عبد الله بن هاشم وعبد الرحمن بن بشر العبدي قالا حدثنا يحيى وهو ابن سعيد القطان عن ابن جريج حدثني القاسم بن أبي بزة عن سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس ألمن قتل مؤمنا متعمدا من توبة قال لا قال فتلوت عليه هذه الآية التي في الفرقان والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق إلى آخر الآية قال هذه آية مكية نسختها آية مدنية ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا وفي رواية ابن هاشم فتلوت عليه هذه الآية التي في الفرقان إلا من تاب

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( عن ابن عباس رضي الله عنهما أن القاتل متعمدا لا توبة له ) واحتج بقوله تعالى : [ ص: 440 ] ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها . هذا هو المشهور عن ابن عباس رضي الله عنهما ، وروي عنه أن له توبة وجواز المغفرة له لقوله تعالى : ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما وهذه الرواية الثانية هي مذهب جميع أهل السنة والصحابة والتابعين ومن بعدهم . وما روي عن بعض السلف مما يخالف هذا محمول على التغليظ والتحذير من القتل ، والتورية في المنع منه ، وليس في هذه الآية التي احتج بها ابن عباس تصريح بأنه يخلد ، وإنما فيها أنه جزاؤه ، ولا يلزم منه أنه يجازى ، وقد سبق تقرير هذه المسألة ، وبيان معنى الآية في كتاب التوبة . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية