الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      124 حدثنا مؤمل بن الفضل الحراني حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا عبد الله بن العلاء حدثنا أبو الأزهر المغيرة بن فروة ويزيد بن أبي مالك أن معاوية توضأ للناس كما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ فلما بلغ رأسه غرف غرفة من ماء فتلقاها بشماله حتى وضعها على وسط رأسه حتى قطر الماء أو كاد يقطر ثم مسح من مقدمه إلى مؤخره ومن مؤخره إلى مقدمه حدثنا محمود بن خالد حدثنا الوليد بهذا الإسناد قال فتوضأ ثلاثا ثلاثا وغسل رجليه بغير عدد

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( مؤمل ) : كمحمد ( للناس ) : أي بحضرة الناس لتعليمهم ( فلما بلغ ) : معاوية ( غرفة ) : بفتح الغين مصدر وبالضم اسم للمغروف ، أي ملأ الكف ( فتلقاها ) : التلقي الأخذ أي أخذ الغرفة ( حتى وضعها ) : أي الغرفة ( على وسط رأسه ) : بفتح السين لأنه اسم ( من مقدمه ) : أي من مقدم رأسه وهو الناصية ( إلى مؤخره ) : وهو القفا ( ومن مؤخره إلى مقدمه ) : أي ثم عاد من القفا إلى الناصية .

                                                                      والحديث فيه أخذ الماء باليسرى ، وليست هذه الجملة في رواية علي بن بحر عن الوليد بن مسلم بالسند المذكور إلى معاوية فيما أخرجه الطحاوي ولفظه : فلما بلغ مسح رأسه وضع كفيه على مقدم رأسه ثم مر بهما حتى بلغ القفا ثم ردهما حتى بلغ المكان الذي بدأ منه .

                                                                      [ ص: 171 ] ( بهذا الإسناد ) : وفي بعض النسخ في هذا الإسناد أي بالإسناد المذكور من عبد الله بن العلاء إلى معاوية ( قال ) : محمود بن خالد في حديثه ( فتوضأ ثلاثا ثلاثا ) : أي توضأ معاوية للناس كما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ ثلاثا ثلاثا لكل عضو ( وغسل رجليه بغير عدد ) : واستدل به على أن غسل الرجلين لا يتقيد بعدد بل بالإنقاء وإزالة ما فيهما من الأوساخ .

                                                                      وهو استدلال غير تام لأنه قد جاء في أكثر الروايات أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غسلهما ثلاثا ثلاثا ، فيحمل غسل الرجلين في هذا الحديث على الغسلات الثلاث وإن لم يحسب الراوي الرائي كونها ثلاثا .

                                                                      وإن سلمنا أنه صلى الله عليه وسلم غسلهما بغير عدد في بعض الأحيان لبيان الجواز فلا يخرج عن كونها سنة ومتقيدا بثلاث .




                                                                      الخدمات العلمية