الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      2474 حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا أبو داود حدثنا عبد الله بن بديل عن عمرو بن دينار عن ابن عمر أن عمر رضي الله عنه جعل عليه أن يعتكف في الجاهلية ليلة أو يوما عند الكعبة فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال اعتكف وصم حدثنا عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان بن صالح القرشي حدثنا عمرو بن محمد يعني العنقزي عن عبد الله بن بديل بإسناده نحوه قال فبينما هو معتكف إذ كبر الناس فقال ما هذا يا عبد الله قال سبي هوازن أعتقهم النبي صلى الله عليه وسلم قال وتلك الجارية فأرسلها معهم [ ص: 120 ] [ ص: 121 ] [ ص: 122 ] [ ص: 123 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 120 ] [ ص: 121 ] [ ص: 122 ] [ ص: 123 ] ( أن عمر رضي الله عنه جعل عليه ) : أي على نفسه ( أن يعتكف في الجاهلية ليلة أو يوما ) : شك الراوي ( فقال : اعتكف وصم ) : قال الخطابي : فيه من الفقه أن نذر الجاهلية إذا كان على وفاق حكم الإسلام كان معمولا به .

                                                                      وفيه دليل على أن من حلف في كفره ثم أسلم فحنث أن الكفارة واجبة عليه ، وهذا على مذهب الشافعي .

                                                                      وقال أبو حنيفة : لا تلزمه الكفارة ، وفيه أيضا دليل على وقوع ظهار الذمي ووجوب الكفارة عليه فيها ، والله أعلم .

                                                                      وقال في فتح الباري : وقد ورد الأمر بالصوم في رواية عمرو بن دينار عن ابن عمر صريحا لكن إسنادها ضعيف ، وقد زاد فيها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : اعتكف وصم أخرجه أبو داود والنسائي من طريق عبد الله بن بديل وهو ضعيف .

                                                                      وذكر ابن عدي والدارقطني أنه تفرد بذلك عن عمرو بن دينار ، ورواية من روى يوما شاذة ، وقد وقع في رواية سليمان بن بلال عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عند البخاري فاعتكف ليلة فدل على أنه لم يزد على نذره شيئا وأن الاعتكاف لا صوم فيه وأنه لا يشترط له حد معين انتهى .

                                                                      ( هو معتكف ) : أي عمر بن الخطاب ( فقال ) : عمر ( ما هذا ) : الصوت بالتكبير ( يا عبد الله ) : بن عمر ( قال ) : عمر ( وتلك الجارية ) : من سبايا هوازن التي عند [ ص: 124 ] عمر كيف تحبس ( فأرسلها ) : - عمر بن الخطاب - الجارية ( معهم ) : الذين أعتقوا .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه النسائي .

                                                                      وفي إسناده عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي المكي وهو ضعيف .

                                                                      وقال ابن عدي : ولا أعلم ذكر في هذا الإسناد الصوم مع الاعتكاف إلا من رواية عبد الله بن بديل عن عمرو بن دينار .

                                                                      وقال الدارقطني : تفرد به ابن بديل عن عمرو وهو ضعيف الحديث .

                                                                      وقال الدارقطني أيضا : سمعت أبا بكر النيسابوري يقول : هذا حديث منكر لأن الثقات من أصحاب عمرو لم يذكروه يعني الصوم ، منهم ابن جريج وابن عيينة وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وغيرهم .

                                                                      وابن بديل ضعيف الحديث .




                                                                      الخدمات العلمية