الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      285 حدثنا ابن أبي عقيل ومحمد بن سلمة المصريان قالا حدثنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير وعمرة عن عائشة أن أم حبيبة بنت جحش ختنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحت عبد الرحمن بن عوف استحيضت سبع سنين فاستفتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذه ليست بالحيضة ولكن هذا عرق فاغتسلي وصلي قال أبو داود زاد الأوزاعي في هذا الحديث عن الزهري عن عروة وعمرة عن عائشة قالت استحيضت أم حبيبة بنت جحش وهي تحت عبد الرحمن بن عوف سبع سنين فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة وإذا أدبرت فاغتسلي وصلي قال أبو داود ولم يذكر هذا الكلام أحد من أصحاب الزهري غير الأوزاعي ورواه عن الزهري عمرو بن الحارث والليث ويونس وابن أبي ذئب ومعمر وإبراهيم بن سعد وسليمان بن كثير وابن إسحق وسفيان بن عيينة ولم يذكروا هذا الكلام قال أبو داود وإنما هذا لفظ حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قال أبو داود وزاد ابن عيينة فيه أيضا أمرها أن تدع الصلاة أيام أقرائها وهو وهم من ابن عيينة وحديث محمد بن عمرو عن الزهري فيه شيء يقرب من الذي زاد الأوزاعي في حديثه

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( ختنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ) : بفتح الخاء والتاء المثناة من فوق ، ومعناه قريبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم . قال أهل اللغة : الأختان جمع ختن وهم أقارب زوجة الرجل والأحماء أقارب زوج المرأة ، والأصهار يعم الجميع ( وتحت عبد الرحمن بن عوف ) : معناه أنها زوجته فعرفها بشيئين أحدهما كونها أخت أم المؤمنين زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم والثاني كونها زوجة عبد الرحمن ( إن هذه ليست بالحيضة ) : أي هذه الحالة التي أنت فيها من جريان الدم على خلاف عادة النساء ليست بحيضة ( ولكن هذا عرق ) : أي لكن هذا الدم الخارج عرق ، وسلف تفسير العرق . قال المنذري : وأخرجه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه . ( لم يذكر هذا الكلام ) : أي جملة إذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة وإذا أدبرت فاغتسلي ( ولم يذكروا ) : هؤلاء ( هذا الكلام ) : أي جملة إذا أقبلت الحيضة . . . إلخ [ ص: 360 ] ( وإنما هذا ) : الكلام ، أي الجملة المذكورة ( لفظ حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ) : وليس من لفظ حديث الزهري عن عروة عن عائشة ( زاد ابن عيينة فيه ) : أي في حديثه ( أيضا ) : هذا اللفظ ( أمرها أن تدع الصلاة أيام أقرائها ، وهو وهم من ابن عيينة ) : لأن هذه الزيادة لم يذكرها أحد من حفاظ أصحاب الزهري عنه غير ابن عيينة وسلف تحقيق ذلك ( و ) : هكذا ( حديث محمد بن عمرو ) : الآتي ( عن الزهري فيه شيء ) : من الوهم ( ويقرب ) : حديث محمد بن عمرو في الوهم أو زيادة ابن عيينة ( من ) : الكلام ( الذي زاد الأوزاعي في حديثه ) : ولم يذكر أحد من أصحاب الزهري غيره وهو إذا أقبلت الحيضة فدعي الصلاة ، فإذا أدبرت فاغتسلي وصلي فزيادة ابن عيينة وزيادة الأوزاعي وحديث محمد بن عمرو في كلها وهم ، وتفرد كل واحد منهم بما لم يذكره أحد سواه .




                                                                      الخدمات العلمية