nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=23nindex.php?page=treesubj&link=29002_30614_30610_30340ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور
لما خلا ذم الذين كفروا عن الوعيد وانتقل منه إلى مدح المسلمين ووعدهم عطف عنان الكلام إلى تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم بتهوين كفرهم عليه تسلية له وتعريضا بقلة العبء بهم لأن مرجعهم إلى الله فيريهم الجزاء المناسب لكفرهم ، فهو تعريض لهم بالوعيد .
وأسند النهي إلى كفرهم عن أن يكون محزنا للرسول صلى الله عليه وسلم مجازا عقليا في نهي
[ ص: 178 ] الرسول عليه الصلاة والسلام عن مداومة الفكر بالحزن لأجل كفرهم لأنه إذا قلع ذلك من نفسه انتفى إحزان كفرهم إياه .
وقرأ
نافع ( يحزنك ) بضم التحتية وكسر الزاي مضارع أحزنه إذا جعله حزينا . وقرأ البقية ( يحزنك ) بفتح التحتية وضم الزاي مضارع حزنه بذلك المعنى ، وهما لغتان : الأولى لغة
تميم ، والثانية لغة
قريش ، والأولى أقيس وكلتاهما فصحى ولغة
تميم من اللغات التي نزل بها القرآن وهي لغة
عليا تميم وهم بنو دارم كما تقدم في المقدمة السادسة . وزعم
أبو زيد nindex.php?page=showalam&ids=14423والزمخشري : أن المستفيض أحزن في الماضي ويحزن في المستقبل ، يريدان الشائع على ألسنة الناس ، والقراءة رواية وسنة . وتقدم في سورة يوسف
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=13إني ليحزنني وفي سورة الأنعام
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=33قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=23إلينا مرجعهم واقعة موقع التعليل للنهي ، وهي أيضا تمهيد لوعد الرسول صلى الله عليه وسلم بأن الله يتولى الانتقام منهم المدلول عليه بقوله فننبئهم مفرعا على جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=23إلينا مرجعهم كناية عن المجازاة ; استعمل الإنباء وأريد لازمه وهو الإظهار كما تقدم آنفا .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=23إن الله عليم بذات الصدور تعليل لجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=23فننبئهم بما عملوا ، فموقع حرف إن هنا مغن عن فاء التسبب كما في قول
بشار :
إن ذاك النجاح في التبكير وذات الصدور : هي النوايا وأعراض النفس من نحو الحقد وتدبير المكر والكفر . ومناسبته هنا أن كفر المشركين بعضه إعلان وبعضه إسرار قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=13وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور ، وتقدم في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=43إنه عليم بذات الصدور في سورة الأنفال .
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=23nindex.php?page=treesubj&link=29002_30614_30610_30340وَمَنْ كَفَرَ فَلَا يُحْزِنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
لَمَّا خَلَا ذَمُّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَنِ الْوَعِيدِ وَانْتَقَلَ مِنْهُ إِلَى مَدْحِ الْمُسْلِمِينَ وَوَعْدِهِمْ عَطَفَ عِنَانَ الْكَلَامِ إِلَى تَسْلِيَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَهْوِينِ كُفْرِهِمْ عَلَيْهِ تَسْلِيَةً لَهُ وَتَعْرِيضًا بِقِلَّةِ الْعِبْءِ بِهِمْ لِأَنَّ مَرْجِعَهُمْ إِلَى اللَّهِ فَيُرِيهِمُ الْجَزَاءَ الْمُنَاسِبَ لِكُفْرِهِمْ ، فَهُوَ تَعْرِيضٌ لَهُمْ بِالْوَعِيدِ .
وَأُسْنِدَ النَّهْيُ إِلَى كُفْرِهِمْ عَنْ أَنْ يَكُونَ مُحْزِنًا لِلرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَجَازًا عَقْلِيًّا فِي نَهْيِ
[ ص: 178 ] الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَنْ مُدَاوَمَةِ الْفِكْرِ بِالْحُزْنِ لِأَجْلِ كُفْرِهِمْ لِأَنَّهُ إِذَا قَلَعَ ذَلِكَ مِنْ نَفْسِهِ انْتَفَى إِحْزَانُ كُفْرِهِمْ إِيَّاهُ .
وَقَرَأَ
نَافِعٌ ( يُحْزِنْكَ ) بِضَمِّ التَّحْتِيَّةِ وَكَسْرِ الزَّايِ مُضَارِعُ أَحْزَنَهُ إِذَا جَعَلَهُ حَزِينًا . وَقَرَأَ الْبَقِيَّةُ ( يَحْزُنْكَ ) بِفَتْحِ التَّحْتِيَّةِ وَضَمِّ الزَّايِ مُضَارِعُ حَزَنَهُ بِذَلِكَ الْمَعْنَى ، وَهُمَا لُغَتَانِ : الْأُولَى لُغَةُ
تَمِيمٍ ، وَالثَّانِيَةُ لُغَةُ
قُرَيْشٍ ، وَالْأُولَى أَقْيَسُ وَكِلْتَاهُمَا فُصْحَى وَلُغَةُ
تَمِيمٍ مِنَ اللُّغَاتِ الَّتِي نَزَلَ بِهَا الْقُرْآنُ وَهِيَ لُغَةُ
عُلْيَا تَمِيمٍ وَهُمْ بَنُو دَارِمٍ كَمَا تَقَدَّمَ فِي الْمُقَدِّمَةِ السَّادِسَةِ . وَزَعَمَ
أَبُو زَيْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=14423وَالزَّمَخْشَرِيُّ : أَنَّ الْمُسْتَفِيضَ أَحْزَنَ فِي الْمَاضِي وَيُحْزِنُ فِي الْمُسْتَقْبَلِ ، يُرِيدَانِ الشَّائِعَ عَلَى أَلْسِنَةِ النَّاسِ ، وَالْقِرَاءَةُ رِوَايَةٌ وَسُنَّةٌ . وَتَقَدَّمَ فِي سُورَةِ يُوسُفَ
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=13إِنِّي لَيَحْزُنُنِي وَفِي سُورَةِ الْأَنْعَامِ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=33قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=23إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ وَاقِعَةٌ مَوْقِعَ التَّعْلِيلِ لِلنَّهْيِ ، وَهِيَ أَيْضًا تَمْهِيدٌ لِوَعْدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنَّ اللَّهَ يَتَوَلَّى الِانْتِقَامَ مِنْهُمُ الْمَدْلُولَ عَلَيْهِ بِقَوْلِهِ فَنُنَبِّئُهُمْ مُفَرَّعًا عَلَى جُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=23إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ كِنَايَةً عَنِ الْمُجَازَاةِ ; اسْتُعْمِلَ الْإِنْبَاءُ وَأُرِيدَ لَازِمُهُ وَهُوَ الْإِظْهَارُ كَمَا تَقَدَّمَ آنِفًا .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=23إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ تَعْلِيلٌ لِجُمْلَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=23فَنُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا ، فَمَوْقِعُ حَرْفِ إِنَّ هُنَا مُغْنٍ عَنْ فَاءِ التَّسَبُّبِ كَمَا فِي قَوْلِ
بَشَّارٍ :
إِنَّ ذَاكَ النَّجَاحِ فِي التَّبْكِيرِ وَذَاتُ الصُّدُورِ : هِيَ النَّوَايَا وَأَعْرَاضُ النَّفْسِ مِنْ نَحْوِ الْحِقْدِ وَتَدْبِيرِ الْمَكْرِ وَالْكُفْرِ . وَمُنَاسَبَتُهُ هُنَا أَنَّ كُفْرَ الْمُشْرِكِينَ بَعْضُهُ إِعْلَانٌ وَبَعْضُهُ إِسْرَارٌ قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=13وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ، وَتَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=43إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ فِي سُورَةِ الْأَنْفَالِ .