[ ص: 93 ] nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=37nindex.php?page=treesubj&link=29039_30554أم لكم كتاب فيه تدرسون nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=38إن لكم فيه لما تخيرون إضراب انتقال من توبيخ إلى احتجاج على كذبهم .
والاستفهام المقدر مع ( أم ) إنكار لأن يكون لهم كتاب إنكارا مبنيا على الفرض وإن كانوا لم يدعوه .
وحاصل هذا الانتقال والانتقالات الثلاثة بعده وهي
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=39أم لكم أيمان علينا إلخ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=40سلهم أيهم بذلك زعيم nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=41أم لهم شركاء إلخ أن حكمكم هذا لا يخلو من أن يكون سنده كتابا سماويا نزل من لدنا ، وإما أن يكون سنده عهدا منا بأنا نعطيكم ما تقترحون ، وإما أن يكون لكم كفيل علينا ، وإما أن يكون تعويلا على نصر شركائكم .
وتقديم ( لكم ) على المبتدإ وهو كتاب ؛ لأن المبتدأ نكرة وتنكيره مقصود للنوعية فكان تقديم الخبر لازما .
وضمير ( فيه ) عائد إلى الحكم المفاد من قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=36كيف تحكمون ، أي كتاب في الحكم .
و ( في ) للتعليل أو الظرفية المجازية كما تقول ورد كتاب في الأمر بكذا أو في النهي عن كذا فيكون ( فيه ) ظرفا مستقرا صفة لـ ( كتاب ) . ويجوز أن يكون الضمير عائدا إلى ( كتاب ) ويتعلق المجرور بفعل ( تدرسون ) . جعلت الدراسة العميقة بمزيد التبصر في ما يتضمنه الكتاب بمنزلة الشيء المظروف في الكتاب كما تقول : لنا درس في كتاب
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه .
وفي هذا إدماج بالتعريض بأنهم أميون ليسوا أهل كتاب وأنهم لما جاءهم كتاب لهديهم وإلحاقهم بالأمم ذات الكتاب كفروا نعمته وكذبوه قال تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=10لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون وقال
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=157أو تقولوا لو أنا أنزل علينا الكتاب لكنا أهدى منهم فقد جاءكم بينة من ربكم وهدى ورحمة .
وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=38إن لكم فيه لما تخيرون في موضع مفعول ( تدرسون ) على أنها
[ ص: 94 ] محكي لفظها ، أي تدرسون هذه العبارة كما جاء قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=78وتركنا عليه في الآخرين nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=79سلام على نوح في العالمين ، أي تدرسون جملة
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=38إن لكم فيه لما تخيرون .
ويكون ( فيه ) توكيدا لفظيا لنظيرها من قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=37فيه تدرسون ، قصد من إعادتها مزيد ربط الجملة بالتي قبلها كما أعيدت كلمة ( من ) في قوله تعالى
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=67ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا وأصله : تتخذون سكرا .
و ( تخيرون ) أصله تتخيرون بتاءين ، حذفت إحداهما تخفيفا . والتخير : تكلف الخير ، أي تطلب ما هو في أخير . والمعنى : إن في ذلك الكتاب لكم ما تختارون من خير الجزاء .
[ ص: 93 ] nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=37nindex.php?page=treesubj&link=29039_30554أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=38إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ إِضْرَابُ انْتِقَالٍ مِنْ تَوْبِيخٍ إِلَى احْتِجَاجٍ عَلَى كَذِبِهِمْ .
وَالْاسْتِفْهَامُ الْمُقَدَّرُ مَعَ ( أَمْ ) إِنْكَارٌ لِأَنْ يَكُونَ لَهُمْ كِتَابٌ إِنْكَارًا مَبْنِيًّا عَلَى الْفَرْضِ وَإِنْ كَانُوا لَمْ يَدَّعُوهُ .
وَحَاصِلُ هَذَا الْانْتِقَالِ وَالْانْتِقَالَاتِ الثَّلَاثَةِ بَعْدَهُ وَهِيَ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=39أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا إِلَخْ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=40سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=41أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ إِلَخْ أَنَّ حُكْمَكُمْ هَذَا لَا يَخْلُو مِنْ أَنْ يَكُونَ سَنَدُهُ كِتَابًا سَمَاوِيًّا نَزَلَ مِنْ لَدُنَّا ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ سَنَدُهُ عَهْدًا مِنَّا بِأَنَّا نُعْطِيكُمْ مَا تَقْتَرِحُونَ ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ لَكُمْ كَفِيلٌ عَلَيْنَا ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونَ تَعْوِيلًا عَلَى نَصْرِ شُرَكَائِكُمْ .
وَتَقْدِيمُ ( لَكُمْ ) عَلَى الْمُبْتَدَإِ وَهُوَ كِتَابٌ ؛ لِأَنَّ الْمُبْتَدَأَ نَكِرَةٌ وَتَنْكِيرُهُ مَقْصُودٌ لِلنَّوْعِيَّةِ فَكَانَ تَقْدِيمُ الْخَبَرِ لَازِمًا .
وَضَمِيرُ ( فِيهِ ) عَائِدٌ إِلَى الْحُكْمِ الْمُفَادِ مِنْ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=36كَيْفَ تَحْكُمُونَ ، أَيْ كِتَابٌ فِي الْحُكْمِ .
وَ ( فِي ) لِلتَّعْلِيلِ أَوِ الظَّرْفِيَّةِ الْمَجَازِيَّةِ كَمَا تَقُولُ وَرَدَ كِتَابٌ فِي الْأَمْرِ بِكَذَا أَوْ فِي النَّهْيِ عَنْ كَذَا فَيَكُونُ ( فِيهِ ) ظَرْفًا مُسْتَقِرًّا صِفَةً لِـ ( كِتَابٌ ) . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الضَّمِيرُ عَائِدًا إِلَى ( كِتَابٌ ) وَيَتَعَلَّقُ الْمَجْرُورُ بِفِعْلِ ( تَدْرُسُونَ ) . جُعِلَتِ الدِّرَاسَةُ الْعَمِيقَةُ بِمَزِيدِ التَّبَصُّرِ فِي مَا يَتَضَمَّنُهُ الْكِتَابُ بِمَنْزِلَةِ الشَّيْءِ الْمَظْرُوفِ فِي الْكِتَابِ كَمَا تَقُولُ : لَنَا دَرْسٌ فِي كِتَابِ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ .
وَفِي هَذَا إِدْمَاجٌ بِالتَّعْرِيضِ بِأَنَّهُمْ أُمِّيُّونَ لَيْسُوا أَهْلَ كِتَابٍ وَأَنَّهُمْ لَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ لِهَدْيِهِمْ وَإِلْحَاقِهِمْ بِالْأُمَمِ ذَاتِ الْكِتَابِ كَفَرُوا نِعْمَتَهُ وَكَذَّبُوهُ قَالَ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=10لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ وَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=157أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ .
وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=38إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ فِي مَوْضِعِ مَفْعُولِ ( تَدْرُسُونَ ) عَلَى أَنَّهَا
[ ص: 94 ] مَحْكِيٌّ لَفْظُهَا ، أَيْ تَدْرُسُونَ هَذِهِ الْعِبَارَةَ كَمَا جَاءَ قَوْلُهُ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=78وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=79سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ ، أَيْ تَدْرُسُونَ جُمْلَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=38إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ .
وَيَكُونُ ( فِيهِ ) تَوْكِيدًا لَفْظِيًّا لِنَظِيرِهَا مِنْ قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=68&ayano=37فِيهِ تَدْرُسُونَ ، قَصَدَ مِنْ إِعَادَتِهَا مَزِيدَ رَبْطِ الْجُمْلَةِ بِالَّتِي قَبْلَهَا كَمَا أُعِيدَتْ كَلِمَةُ ( مِنْ ) فِي قَوْلِهِ تَعَالَى
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=67وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَأَصْلُهُ : تَتَّخِذُونَ سَكَرًا .
وَ ( تَخَيَّرُونَ ) أَصْلُهُ تَتَخَيَّرُونَ بِتَاءَيْنِ ، حُذِفَتْ إِحْدَاهُمَا تَخْفِيفًا . وَالتَّخَيُّرُ : تَكَلُّفُ الْخَيْرِ ، أَيْ تَطَلُّبُ مَا هُوَ فِي أَخْيَرِ . وَالْمَعْنَى : إِنَّ فِي ذَلِكَ الْكِتَابِ لَكُمْ مَا تَخْتَارُونَ مِنْ خَيْرِ الْجَزَاءِ .