الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
تنبيه

قد يتجاذب الإعراب والمعنى الشيء الواحد ، وكان أبو علي الفارسي يلم به كثيرا ، وذلك أنه يوجد في الكلام أن المعنى يدعو إلى أمر ، والإعراب يمنع منه ، قالوا : والتمسك بصحة المعنى يئول لصحة الإعراب ، وذلك كقوله تعالى : إنه على رجعه لقادر يوم تبلى السرائر ( الطارق : 8 و 9 ) فالظرف الذي هو يوم يقتضي المعنى أن يتعلق بالمصدر الذي هو " رجع " ، أي : أنه على رجعه في ذلك اليوم لقادر ، لكن الإعراب يمنع منه ; لعدم جواز الفصل بين المصدر ومعموله بأجنبي ، يجعل العامل فيه فعلا مقدرا دل عليه المصدر .

وكذا قوله سبحانه : لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون ( المؤمن : 10 ) فالمعنى يقتضي تعلق إذ بالمقت ، والإعراب يمنعه ; للفصل بين المصدر ومعموله بالخبر ، فيقدر له فعل يدل عليه المقت .

وكذلك قوله تعالى : أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور إن ربهم بهم يومئذ لخبير ( العاديات : 9 و 10 و 11 ) فالمعنى : أن العامل في إذ ( خبير ) والإعراب يمنعه ; لأن ما بعده إن لا يعمل فيما قبلها ، فاقتضى أن يقدر له العامل .

التالي السابق


الخدمات العلمية