الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
[ ص: 111 ] النوع الثلاثون

في أنه هل يجوز في التصانيف والرسائل

والخطب استعمال بعض آيات القرآن

وهل يقتبس منه في شعر ويغير نظمه بتقديم

وتأخير وحركة إعراب

جوز ذلك بعضهم للمتمكن من العربية ; وسئل الشيخ عز الدين فقال : ورد عنه صلى الله عليه وسلم : [ ص: 112 ] " وجهت وجهي " والتلاوة : إني وجهت وجهي ( الأنعام : 79 ) .

وما روى البخاري في كتاب إلى هرقل : سلام على من اتبع الهدى ياأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء ( آل عمران : 64 ) .

ومن دعائه صلى الله عليه وسلم : اللهم آتنا في الدنيا حسنة .

وفي حديث آخر لابن عمر : قد كان لكم في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة .

وقال عليه السلام : اللهم فالق الإصباح ، وجاعل الليل سكنا ، والشمس والقمر حسبانا ، اقض عني الدين ، وأغنني من الفقر .

وفى سياق كلام لأبي بكر رضي الله عنه : وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون . فقصد الكلام ولم يقصد التلاوة .

وقول علي رضي الله عنه : إني مبايع صاحبكم ، ليقضي الله أمرا كان مفعولا .

وقول الخطيب ابن نباتة : هناك يرفع الحجاب ، ويوضع الكتاب ، ويجمع من له [ ص: 113 ] الثواب ، وحق عليه العذاب ، فضرب بينهم بسور له باب .

وقال النووي رحمه الله : إذا قال : خذ الكتاب بقوة ( مريم : 12 ) وهو جنب ، وقصد غير القرآن جاز له ، وله أن يقول : سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ( الزخرف : 13 ) .

قال إمام الحرمين : إذا قصد القرآن بهذه الآيات عصى ، وإن قصد الذكر ولم يقصد شيئا لم يعص .

وللطرطوشي :


رحل الظاعنون عنك وأبقوا في حواشي الأحشاء وجدا مقيما     قد وجدنا السلام بردا سلاما
إذ وجدنا النوى عذابا أليما

وثبت عن الشافعي :

أنلني بالذي استقرضت خطا     وأشهد معشرا قد شاهدوه فإن
الله خلاق البرايا عنت لجلال هيبته الوجوه يقول إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه . ذكر القاضي أبو بكر الباقلاني أن تضمين القرآن في الشعر مكروه ، وأئمة البيان جوزوه وجعلوه من أنواع البديع ، وسماه القدماء تضمينا والمتأخرون اقتباسا ، وسموا ما كان من شعر تضمينا .

التالي السابق


الخدمات العلمية