الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
الخامس عشر : تسمية الشيء بما كان عليه . كقوله - تعالى - : وآتوا اليتامى أموالهم ( النساء : 2 ) أي الذين كانوا يتامى ؛ إذ لا يتم بعد البلوغ . وقيل : بل هم يتامى حقيقة ، وأما حديث : لا يتم بعد احتلام فهو من تعليم الشرع لا اللغة ، وهو غريب .

وقوله : ولكم نصف ما ترك أزواجكم ( النساء : 12 ) وإذا متن لم يكن أزواجا فسماهن بذلك ، لأنهن كن أزواجا .

وقوله : فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن ( البقرة : 232 ) أي الذين كانوا أزواجهن . وكذلك : ويذرون أزواجا ( البقرة : 234 ) لانقطاع الزوجية بالموت .

وقوله : من يأت ربه مجرما ( طه : 74 ) سماه مجرما باعتبار ما كان عليه في الدنيا من [ ص: 396 ] الإجرام . وقوله : هذه بضاعتنا ردت إلينا ( يوسف : 65 ) ولكن ما رد عليهم مالهم ، وإنما كانوا قد اشتروا بها الميرة ، فجعلها يوسف - عليه السلام - في متاعهم ، وهي له دونهم ، فنسبها الله تعالى إليهم ، بمعنى أنها كانت لهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية