الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
التاسع عشر : إطلاق اسم الضدين على الآخر .

كقوله - تعالى - : وجزاء سيئة سيئة مثلها ( الشورى : 40 ) وهي من المبتدئ سيئة ومن الله حسنة ، فحمل اللفظ على اللفظ . وعكسه : هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ( الرحمن : 60 ) سمي الأول إحسانا لأنه مقابل لجزائه ، وهو الإحسان ، والأول طاعة ، كأنه قال : هل جزاء الطاعة إلا الثواب ؟ ! . وكذلك : ومكروا ومكر الله ( آل عمران : 54 ) حمل اللفظ على اللفظ ، فخرج الانتقام بلفظ الذنب ، لأن الله لا يمكر .

وأما قوله - تعالى - : أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ( الأعراف : 99 ) فهو وإن لم يتقدم ذكر مكرهم في اللفظ ، لكن تقدم في سياق الآية قبله ما يصير إلى مكر ، والمقابلة لا يشترط فيها ذكر المقابل لفظا ، بل هو أو ما في معناه .

وكذلك قوله : فبشرهم بعذاب أليم ( التوبة : 34 ) لما قال : بشر هؤلاء بالجنة ، قال : بشر هؤلاء بالعذاب ؛ والبشارة إنما تكون في الخير لا في الشر . وقوله : إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم ( هود : 38 ) والفعل الثاني ليس بسخرية .

التالي السابق


الخدمات العلمية