الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                938 ( أخبرنا ) أبو علي الروذباري ، أنا أبو بكر بن داسة ، ثنا أبو داود ، ثنا جعفر بن مسافر ، ثنا عبد الله بن يحيى ، يعني البرلسي ، أنا حيوة بن شريح ، عن ابن الهاد أن نافعا حدثه عن ابن عمر قال : أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الغائط فلقيه رجل عند بئر جمل فسلم عليه ، فلم يرد عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أقبل على الحائط ، فوضع يده على الحائط ، ثم مسح وجهه ويديه ثم رد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الرجل السلام . فهذه الرواية شاهدة لرواية محمد بن ثابت العبدي إلا أنه حفظ فيها الذراعين ولم يثبتها غيره ، كما ساق هو وابن الهاد الحديث بذكر تيممه ثم رده جواب السلام ، وإن كان الضحاك بن عثمان قصر به ، وفعل ابن عمر التيمم على الوجه والذراعين إلى المرفقين شاهد لصحة رواية محمد بن ثابت غير مناف لها .

                                                                                                                                                وقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو عبد الرحمن السلمي ، وأبو بكر : أحمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني ، قالوا : ثنا أبو الحسن : أحمد بن محمد بن عبدوس ، قال : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي ، يقول : سألت يحيى بن معين ، قلت : محمد بن ثابت [ ص: 207 ] العبدي ؟ قال : ليس به بأس . كذا قال في رواية الدارمي عنه ، وهو في هذا الحديث غير مستحق للنكير بالدلائل التي ذكرتها ، وقد رواه جماعة من الأئمة عن محمد بن ثابت مثل يحيى بن يحيى ، ومعلى بن منصور ، وسعيد بن منصور ، وغيرهم ، وأثنى عليه مسلم بن إبراهيم ورواه عنه ، وهو عن ابن عمر مشهور .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية