الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2672 - حدثنا يعقوب بن نصر ، قال: أخبرنا عبد الحميد بن بهرام ، قال: أخبرنا شهر بن حوشب ، قال: أخبرنا عائذ الله بن عبد الله أنه دخل المسجد يوما مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم... كانوا [ ص: 117 ] أول إمارة عمر بن الخطاب، قال: فجلست مجلسا فيه بضعة وعشرون كلهم يذكرون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الحلقة فتى شاب شديد الأدمة حلو المنطق وضيء، وهو أشب القوم شبابا فإذا اشتبه عليهم من الحديث شيء ردوه إليه فحدثهم حديثهم فبينما عائذ الله جالس معهم في حلقتهم أقيمت الصلاة ففرقت بينهم فأقسم لي ما مرت عليه ليلة من الدهر لا مرض شديد سقمه، ولا حاجة مهمة أطول عليه من تلك الليلة رجاء أن يصبح فتلقاهم قال: قال فغدا إلى المسجد فأقبل، وأدبر فلم يصادف منهم أحدا، ثم هجر الرواح فأقبل وأدبر فإذا هو بالفتى الذي كان بالأمس يشيرون إليه بحديثهم يصلي إلى أسطوانة في المسجد فقام عائذ الله إلى الأسطوانة التي بين يديه فلما قضى صلاته أسند ظهره إليها فجعلت أنظر إليه حتى علم أن لي إليه حاجة قال: قلت قد صليت أصلحك الله ؟ فقال الفتى: نعم، قلت: فقمت فجلست مقابله محتبيا لا هو يحدثني شيئا ولا أنا أبدأه بشيء حتى ظننت أن الصلاة مفرقة بيننا، قال: قلت: أصلحك الله حدثني فوالله إني لأحبك وأحب حديثك قال: آلله إنك لتحبني وتحب حديثي ؟ قلت: والله الذي لا إله إلا هو إني لأحبك وأحب حديثك، فقال الفتى: لم تحبني وتحب حديثي والله ما بيني وبينك قرابة ولا أعطيتك مالا ؟ قال: قلت: أحبك من جلال الله، قال له: إنك لتحبني من جلال الله ؟ قلت له: والله لأحبك من جلال الله، قال: فأخذ بحبوتي فبسطها إليه حتى أدناني منه ثم قال: أبشر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الذين يتحابون بجلال الله في ظل عرش الله يوم لا [ ص: 118 ] ظل إلا ظله " . فلما حدثني بهذا الحديث أقيمت الصلاة قال: قلت من أنت يا عبد الله ؟ قال: معاذ بن جبل ، وكان عائذ الله يكثر أن يحدث حديث معاذ بن جبل .

التالي السابق


الخدمات العلمية