الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              ( 10 ) باب ذكر الدليل على أن الله - عز وجل - إنما أوجب الوضوء على بعض القائمين إلى الصلاة لا على كل قائم إلى الصلاة في قوله : ( ياأيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم ) [ المائدة : 6 ] الآية . إذ الله جل وعلا ولى نبيه - صلى الله عليه وسلم - بيان ما أنزل عليه خاصا وعاما ، فبين النبي - صلى الله عليه وسلم - بسنته أن الله إنما أمر بالوضوء بعض [ ص: 51 ] القائمين إلى الصلاة ، لا كلهم ، كما بين - عليه السلام - أن الله - عز وجل - أراد بقوله : ( خذ من أموالهم صدقة ) [ التوبة : 103 ] بعض الأموال لا كلها ، وكما بين بقسمة سهم ذي القربى بين بني هاشم ، وبني عبد المطلب ، أن الله أراد بقوله : ( ذي القربى ) بعض قرابة النبي - صلى الله عليه وسلم - دون جميعهم ، وكما بين أن الله أراد بقوله : ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما ) [ المائدة : 38 ] بعض السراق دون جميعهم ، إذ سارق درهم فما دونه يقع عليه اسم سارق ، فبين النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله : " القطع في ربع دينار فصاعدا " ، أن الله إنما أراد بعض السراق دون بعض بقوله : ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما ) الآية . قال الله - عز وجل - لنبيه - صلى الله عليه وسلم - : وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ) [ النحل : 44 ] .

              12 - أخبرنا أبو طاهر ، ثنا أبو بكر ، ثنا محمد بن بشار ، ثنا يحيى بن سعيد ، عن سفيان ، وحدثنا أبو موسى ، ثنا عبد الرحمن - يعني ابن مهدي - ، ثنا سفيان ، عن علقمة بن مرثد ، عن سليمان بن بريدة ، عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يتوضأ عند كل صلاة ، فلما كان يوم الفتح توضأ ومسح على خفيه ، وصلى الصلوات بوضوء واحد . فقال له عمر : يا رسول الله ! إنك فعلت شيئا لم تكن تفعله . قال : " إني عمدا فعلته يا عمر " .

              هذا حديث عبد الرحمن بن مهدي " .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية