الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وحدثني عن مالك عن محمد بن المنكدر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعي لطعام فقرب إليه خبز ولحم فأكل منه ثم توضأ وصلى ثم أتي بفضل ذلك الطعام فأكل منه ثم صلى ولم يتوضأ

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          57 55 - ( مالك عن محمد بن المنكدر ) وصله أبو داود من طريق ابن جريج والترمذي من طريق سفيان بن عيينة ، كلاهما عن محمد بن المنكدر عن جابر ( أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعي لطعام ) أي دعته امرأة من الأنصار كما في الطريق الموصولة ( فقرب إليه لحم ) من شاة ذبحتها له الأنصارية ( وخبز فأكل منه ثم توضأ ) للأكل من الشاة أو لأنه كان محدثا ، فلا دلالة فيه على وجوب الوضوء مما مست النار ولا على ندبه .

                                                                                                          ( وصلى ) الظهر ( ثم أتى بفضل ) أي باقي ( ذلك الطعام فأكل منه ثم صلى ) العصر ( ولم يتوضأ ) وفي رواية ابن القاسم وابن بكير ثم دعي بفضل ذلك الطعام فقال : دعي مكان أتى ، فيحتمل أن صاحب الطعام سأله ذلك فأجابه لإدخال السرور عليه ، ويكون وقت قيامه للصلاة لم ينو الرجوع لحديث : " إذا حضر الطعام فابدءوا به قبل الصلاة " أي لئلا يشتغل به عن الإقبال إليها وإن كان - صلى الله عليه وسلم - ليس كغيره لكنه مشرع ، وفيه أنه أكل اللحم في يوم مرتين ولا يلزم أنه شبع منه ، [ ص: 146 ] فلا يعارضه قول عائشة ما شبع من لحم في يوم مرتين كما توهم .




                                                                                                          الخدمات العلمية