الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
حدثني يحيى عن مالك عن nindex.php?page=showalam&ids=16920محمد بن المنكدر عن nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير عن رجل عنده رضا أنه أخبره أن nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته nindex.php?page=hadith&LINKID=707445أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال nindex.php?page=treesubj&link=28642_28276_30504_1252_32840_32834ما من امرئ تكون له صلاة بليل يغلبه عليها نوم إلا كتب الله له أجر صلاته وكان نومه عليه صدقة
[ ص: 423 ]
من أفضل نوافل الخير المستحبة المرغب فيها قال - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10351739nindex.php?page=treesubj&link=1271رحم الله رجلا قام بالليل فصلى ثم أيقظ أهله فصلوا ، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت ثم أيقظت زوجها فصلى " قال أبو هريرة وأبو سعيد : إذا أيقظ الرجل أهله فصليا كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات .
وقال - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10351740nindex.php?page=treesubj&link=1252أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل " وقال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=2003873استعينوا على قيام الليل بالقيلولة " والأحاديث في هذا كثيرة .
واختار ابن عبد البر أنه سنة لمواظبته عليه - صلى الله عليه وسلم - قال : وقول قوم إنها واجبة عليه لا وجه له لقوله : nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=79ومن الليل فتهجد به ( سورة الإسراء : الآية 79 ) نافلة لك أي فضيلة ، والإجماع على nindex.php?page=treesubj&link=1251نسخ الوجوب في حق الأمة ، وشذ عبيدة السلماني التابعي فأوجبه قدر حلب شاة وتعقب بأن معنى نافلة لك زائدة في فرائضك .
257 254 - ( مالك عن محمد بن المنكدر ) بن عبد الله المدني الثقة الفاضل ( عن سعيد بن جبير ) الأسدي مولاهم الكوفي ثقة ثبت فقيه أحد الأعلام قتله الحجاج ظلما في شعبان سنة خمس وتسعين وهو ابن سبع وخمسين وقيل : تسع وأربعين ، قال ميمون بن مهران : لقد مات وما على وجه الأرض أحد إلا وهو محتاج إلى علمه ( عن رجل عنده رضي ) قال ابن عبد البر : قيل : إنه الأسود بن يزيد النخعي ، فقد أخرجه النسائي من طريق ابن جعفر الرازي عن محمد بن المنكدر عن سعيد بن جبير عن الأسود بن يزيد عن عائشة به ، ورواه النسائي أيضا من وجه آخر عن أبي جعفر عن ابن المنكدر عن سعيد عن عائشة بلا واسطة ، وجزم الحافظ بأن روايته عن عائشة وأبي موسى ونحوهما مرسلة .
قال الحافظ العراقي : وقد جاء من حديث أبي الدرداء بنحو حديث عائشة أخرجه النسائي وابن ماجه والبزار بإسناد الصحيح ( أنه أخبره أن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرته أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : [ ص: 424 ] ما ) نافية ( من ) زائدة ( امرئ ) محرر لفظا مرفوع اسم ما إن جعلت حجازية ، وعلى الابتداء إن جعلت تميمية ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10351741تكون له صلاة بليل يغلبه عليها نوم ) قال الباجي : هو على وجهين أحدهما أن يذهب به النوم فلا يستيقظ . والثاني أن يستيقظ ويمنعه غلبة النوم من الصلاة فهذا حكمه أن ينام حتى يذهب عنه مانع النوم ( إلا كتب له أجر صلاته ) التي اعتادها وغلبه النوم أحيانا مكافأة له على نيته .
قال الباجي : وذلك يحتمل أن له أجرها غير مضاعف ولو عملها لضوعف له أجرها إذ لا خلاف أن المصلي أكمل حالا ، ويحتمل أن يريد له أجر نيته وأن له أجر من تمنى أن يصلي تلك الصلاة أو أجر تأسفه على ما فاته منها ، واستظهر غيره الأول أي أجر نيته لا سيما مع قوله : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10351742وكان nindex.php?page=treesubj&link=32837نومه عليه صدقة ) قال الباجي : يعني أنه لا يحتسب به ويكتب له أجر المصلين .
وقال ابن عبد البر فيه : إن nindex.php?page=treesubj&link=28272المرء يجازى على ما نوى من الخير وإن لم يعمله كما لو عمله فضلا من الله - تعالى - إذا لم يحبسه عنه شغل دنيا وكان المانع من الله ، وأن nindex.php?page=treesubj&link=28272النية يعطى عليها كالذي يعطى على العمل إذا حيل بينه وبين ذلك العمل بنوم أو نسيان أو غير ذلك من الموانع وقد قال - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10351743نية المؤمن خير من عمله ونية الفاجر شر من عمله وكل يعمل على نيته " ومعناه أن النية بلا عمل خير من العمل بلا نية ; لأن العمل بدونها لا ينفع والنية الحسنة تنفع بلا عمل ، ويحتمل أن يريد أن نية المؤمن في الأعمال الصالحة أكثر مما يقوى عليه منها انتهى .
والحديث رواه النسائي عن قتيبة عن مالك به وتابعه أبو جعفر الرازي عند النسائي أيضا ، وقال أبو جعفر : ليس بقوي في الحديث .