الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وحدثني عن مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه قال له ألم أر صاحبك إذا دخل المسجد يجلس قبل أن يركع قال أبو النضر يعني بذلك عمر بن عبيد الله ويعيب ذلك عليه أن يجلس إذا دخل المسجد قبل أن يركع

                                                                                                          قال يحيى قال مالك وذلك حسن وليس بواجب

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          389 389 - ( مالك عن أبي النضر ) سالم بن أبي أمية ( مولى عمر بن عبيد الله ) بضم العين فيهما ( عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ) بن عوف ( أنه قال له ) أي لأبي النضر ( ألم أر صاحبك ) أي عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي تيم قريش ( إذا دخل المسجد يجلس قبل أن يركع ؟ قال أبو النضر يعني بذلك عمر بن عبيد الله ) الذي هو مولاه سماه صاحبه ( ويعيب ذلك عليه أن يجلس إذا دخل المسجد قبل ) التحية بدلا من الإشارة ، قال ابن عبد البر : إنما عاب عليه تقصيره عن حفظ نفسه في استعمال السنة مع قدرته عليها لا أن ذلك كان واجبا عنده ، ولذا ( قال مالك : وذلك حسن ) أي مستحب ( وليس بواجب ) وعلى هذا جماعة الفقهاء ، وأوجب أهل الظاهر على كل من دخل المسجد طاهرا في حين تجوز فيه النافلة ، وأوجب بعضهم ذلك في كل وقت وقالوا : فعل الخير لا يمنع منه إلا بدليل معارض له ولم يقولوا بالمجمل ، ودليلمالك والجماعة أنه صلى الله عليه وسلم أمر رجلا دخل المسجد وهو يخطب يوم الجمعة أن يركع ، وأمر الذي رآه يتخطى رقاب الناس بالجلوس ولم يقل له اركع ، واستعمال الأحاديث لا يكون إلا على ما قال مالك ، وقال زيد بن أسلم : كان الصحابة يدخلون المسجد ثم يخرجون ولا يصلون ، قال : ورأيت ابن عمر يفعله وكذا سالم ابنه ، وكان القاسم بن محمد يدخل المسجد فيجلس ولا يصلي : " وفي قوله صلى الله عليه وسلم للأعرابي الذي قال في الصلوات الخمس : هل علي غيرها ؟ قال : " لا ، إلا أن تطوع " ما يرد قول أهل الظاهر انتهى .

                                                                                                          وكذا نقل ابن بطال عن أهل الظاهر الوجوب [ ص: 561 ] وتوقف الحافظ فيه بأن ابن حزم صرح بعدمه .

                                                                                                          ولا توقف لأنه وإن كان ظاهريا لا يمتنع أن يخالفهم في مسائل ككثير من مقلدي الأئمة .




                                                                                                          الخدمات العلمية