الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4568 - وعن عثمان بن عبد الله بن وهب ، قال : أرسلني أهلي إلى أم سلمة بقدح من ماء ، وكان إذا أصاب الإنسان عين أو شيء بعث إليها مخضبه ، فأخرجت من شعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكانت تمسكه في جلجل من فضة ، فخضخضته له ، فشرب منه ، قال : فاطلعت في الجلجل فرأيت شعرات حمراء . رواه البخاري .

التالي السابق


4568 - ( وعن عثمان بن عبد الله بن موهب ) بفتح الميم والهاء صرح به الزركشي في حاشية البخاري ، وكذا في المغني والقاموس ، وقال المؤلف : تيمي روى عن أبي هريرة وغيره ، وعنه شعبة وأبو عوانة . ( قال : أرسلني أهلي إلى أم سلمة بقدح من ماء ، وكان ) : أي الشأن والجملة معترضة حالية ( إذا أصاب الإنسان عين ) : أي إصابة ، أو رمد ( أو شيء ) : أي من سائر الأوجاع والأمراض ( بعث ) : أي ذلك الإنسان ( إليها ) : أي إلى أم سلمة ( مخضبه ) : . بكسر الميم وفتح ضاد معجمة مضافا أي : مركنه على ما في الصحاح ، وقيل : هو إجانة يغسل فيها الثياب ( فأخرجت ) : أي أم سلمة ( من شعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم : أي بعض شعره ( وكانت تمسكه ) : جملة أخرى معترضة حالية أي : وكانت تحفظ ذلك البعض من الشعر ( في جلجل ) : بضم جيمين أي في حقه وفي المقدمة لم يفسره صاحب المشارق والمطالع ولا صاحب النهاية . وأظنه الجلجل المعروف ، وهو الجرس الصغير الذي يعلق بعنق الدابة اهـ . وقد يعلق برجل البازي ، وقد صرح صاحب القاموس بأن الجلجل بالضم الجرس الصغير ، فالمعنى أنه أخرج منه ما يحصل به الصوت فصار كحقة ، ووضع في وسطه الشعر الشريف ، والأظهر أنها عملت حقة على شبه الجرس في الصغر ، والكبكبة كما يشعر به قوله : ( من فضة ) .

قال الطيبي واستعمال الفضة هنا كاكتساء الكعبة بالحرير تعظيما وتبجيلا ( فخضخضته ) : بالمعجمات على وزن دحرجته من الخضخضة ، وهو تحريك الماء ونحوه وهو عطف على فأخرجت أي حركت الجلجل في الماء ( له ) : أي لذلك الإنسان ( فشرب منه ، قال ) : أي عثمان ( فاطلعت ) : بتشديد الطاء أي : أشرفت وطالعت ( في الجلجل فرأيت شعيرات حمراء ) . أي خلقية أو مقدمة للبياض أو مصبوغة بالحناء ، أو متغيرة من أثر البخور ، هذا وقوله : فاطلعت عطف على أرسلني وإعادة قال لطول الفصل بينهما بالجمل المعترضة تنبيها على أن المقصود من إيراد هذا الحديث الشريف ، هو التشرف برؤية الشعر المنيف ، وأغرب الطيبي في قوله : فاطلعت عطف على مقدر يدل عليه قوله : وكان إذا أصاب الإنسان إلخ . والله أعلم . ( رواه البخاري ) .




الخدمات العلمية