الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  ( 418 ) حدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي ، ثنا عبد الملك بن هشام السدوسي ، ثنا زياد بن عبد الله البكائي ، عن محمد بن إسحاق ، عن الزهري ، عن ابن أكيمة الليثي ، عن ابن أخي أبي رهم ، أنه سمع أبا رهم كلثوم بن حصين ، من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين بايعوا تحت الشجرة ، أنه قال : غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزوة تبوك ، فسرت ذات ليلة معه ونحن بالأخضر قريب من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وألقي علينا النعاس وجعلت أستيقظ وقد دنت راحلتي من راحلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيفزعني دنوها منه مخافة أن أصيب رجله في الغرز ، فطفقت أحوز راحلتي عنه ، حتى غلبتني عيني في بعض الطريق ونحن في بعض الليل فزاحمت راحلتي راحلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورجله في الغرز ، فما استيقظت إلا بقوله : " حس " ، فقلت : يا رسول الله : استغفر لي ، فقال : " سر " ، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسألني عمن تخلف من بني غفار فأخبره به ، فقال وهو يسألني : " ما فعل النفر الحمر الطوال الثطاط ؟ " ، فحدثته بتخلفهم ، قال : " فما فعل السود الجعاد القصار ؟ " ، قال : قلت : والله ما أعرف هؤلاء [ ص: 186 ] منا ، قال : " بلى ، الذين لهم نعم بشظية شرخ ؟ " ، فتذكرتهم في بني غفار ولم أذكرهم ، حتى ذكرت أنهم رهط من أسلم كانوا حلفاء فينا ، فقلت : يا رسول الله أولئك رهط من أسلم كانوا حلفاء فينا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما منع أحد أولئك حين تخلف أن يحمل على بعير من إبله امرأ نشيطا في سبيل الله ؟ إن أعز أهلي علي أن يتخلف عني المهاجرون من قريش ، والأنصار ، وغفار ، وأسلم " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية