الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  6419 - حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا حرب بن الحسن الطحان ، ثنا المطلب بن زيادة ، عن عبد الله بن عيسى ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أبي ليلى ، قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح ، فقال : إن أبا سفيان في الأراك ، فدخلنا فأخذناه ، فجعل المسلمون يجيئونه ، يخفون سيوفهم ، حتى جاءوا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له : " ويحك يا أبا سفيان قد جئتكم بالدنيا والآخرة ، فأسلموا تسلموا " ، وكان العباس له صديقا ، فقال له العباس : يا رسول الله ، إن أبا سفيان رجل يحب الصوت ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مناديا ينادي بمكة : " من أغلق بابه فهو آمن ، ومن ألقى سلاحه فهو آمن ، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن " ، ثم بعث معه العباس حتى جلسا على عقبة الثنية ، فأقبلت بنو سليم ، فقال : يا عباس من هؤلاء ؟ قال : هذه بنو سليم ، فقال : وما أنا وسليم ؟ ثم أقبل علي بن أبي طالب رضي الله عنه والمهاجرون فقال : يا عباس من هؤلاء ؟ قال : هذا علي بن أبي طالب في المهاجرين ، ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأنصار ، فقال : يا عباس من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الموت الأحمر ، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأنصار ، فقال أبو سفيان : لقد رأيت ملك كسرى وقيصر ، فما رأيت مثل ملك ابن أخيك ، فقال له العباس : إنما هي النبوة .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية