الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                  صفحة جزء
                                                  6611 حدثنا محمد بن جعفر ابن الإمام ، قال : حدثـنا أبو السكين الطائي زكريا بن يحيى ، قال : حدثـنا عم أبي زحر بن حصن ، عن جده حميد بن منهب قال : بلغ معاوية أن ابن الزبير يشتم أبا سفيان قال : بئس لعمر الله ما يقول في عمه ، لكني لا أقول في أبي عبد الله إلا خيرا ، رحمة الله عليه ، إن كان لامرأ صالحا ، خرج أبو سفيان إلى بادية له مردفا هندا ، وخرجت أسير أمامها ، وأنا غلام على حمارة لي ، إذ لحقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال أبو سفيان : انزل يا معاوية حتى يركب محمد ، فنزلت عن الحمارة ، فركبها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسار أمامهما هنيهة ، ثم التفت إليهما ، فقال : " يا أبا سفيان بن حرب ، ويا هند بنت عتبة ، والله لتموتن ثم لتبعثن ، ثم ليدخلن المحسن الجنة ، والمسيء النار ، وإن ما أقول لكم حق ، وإنكم أول من أنذر " ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : حم تنزيل من الرحمن الرحيم حتى بلغ قالتا أتينا طائعين ، فقال له أبو سفيان : [ ص: 324 ] أفرغت يا محمد ؟ قال : " نعم " ، ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحمارة ، وركبتها ، فأقبلت هند على أبي سفيان ، فقالت : ألهذا الساحر الكذاب أنزلت ابني ؟ قال : والله ما هو بساحر ولا كذاب " لا يروى هذا الحديث عن معاوية إلا بهذا الإسناد ، تفرد به أبو السكين " .

                                                  التالي السابق


                                                  الخدمات العلمية