الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            425 وعن أبي الطفيل قال : خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى غزوة تبوك فانتهى إلى عقبة ، فأمر مناديه فنادى : لا يأخذن العقبة أحد ; فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسير يأخذها ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسير ، وحذيفة يقوده وعمار بن ياسر يسوقه ، فأقبل رهط متلثمين على الرواحل حتى غشوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فرجع عمار فضرب وجوه الرواحل ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لحذيفة : " قد قد " فلحقه عمار ، فقال : سق سق ، حتى أناخ ، فقال لعمار : هل تعرف القوم ؟ فقال : لا ، كانوا متلثمين ، وقد عرفت عامة الرواحل . قال : أتدري ما أرادوا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قلت : الله ورسوله أعلم . قال : أرادوا أن ينفروا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيطرحوه من العقبة . فلما كان بعد ذلك نزع بين عمار وبين رجل منهم شيء ما ، يكون بين الناس ، فقال : أنشدك بالله كم أصحاب العقبة الذين أرادوا أن يمكروا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ قال : نرى أنهم أربعة عشر . قال : فإن كنت فيهم فكانوا خمسة عشر ، ويشهد عمار أن اثني عشر حزبا لله ورسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد .

                                                                                            رواه الطبراني في الكبير ، ورجاله ثقات .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية